السلطة التشريعية الذي لم يرمم منذ أكثر من عشرين عاماً يخضع اليوم لسلسلة عمليات تجميلية جعلته يرتدي حلة جديدة بالتأكيد ستشكل عامل دهشة لمن زاره منذ أشهر عدة قبل إنطلاقة الورشة، وعاود الزيارة اليوم والأعمال شارفت على نهايتها، كل ذلك مع التذكير بأن تسليم الأعمال لم يحترم العقد المبرم لناحية الموعد، وهذا ليس بالأمر الجديد في بلد إسمه لبنان.
تغييرات جذرية طرأت على مبنى المجلس، من الباحة الداخلية الى القاعة العامة فغرفة الصحافة. فالباحة الداخلية الشاهدة على كل الدردشات والوشوشات بين النواب والإعلاميين، قلبتها الورشة رأساً على عقب من الأرض المكسو ببلاط جديد يتميز برسماته الفنية الضخمة، الى السقف المزخرف بالجفصين وصولاً الى الكاميرات المنوي تركيزها في السقف والتي ستسهل العمل كثيراً على المصورين، إذ لم يعد الصحافيون بعد اليوم مضطرين الى أخذ اللقطات للإعلاميين مع النواب لأن كاميرات المجلس تقوم بهذه المهمة وتحفظ الصور في server خاص بالمجلس يمكن لوسائل الإعلام في نهاية التغطية أن يحصلوا على محفوظاته من صور. إشارة الى أن هذا الخدمة قد لا تمنع المصورين الصحافيين من القيام بمهامهم إذا أرادوا هم ذلك.
من الباحة الداخلية، الى القاعة العامة التي تمّ تغيير الكراسي والمكاتب فيها إضافة الى مكبرات الصوت، فإستبدلت الأجهزة القديمة بأخرى متطورة، وجهزت القاعة بشاشة عملاقة تنقل عبرها وقائع الجلسات مباشرة أثناء إنعقادها، كما زُوّد مكتب رئيس المجلس بجهاز كمبيوتر يتم تحميله من قبل الفريق التقني جدول أعمال الجلسات، واللوائح الإسمية للنواب إضافة الى النظام الداخلي للمجلس والدستور اللبناني، ومعلومات يريدها الرئيس. أما التطور الأبرز الذي طرأ على المجلس الجديد فعلى صعيد نظام التفريغ الفوري للمحاضر الذي يتميز بسرعة فائقة إذ يقوم بتفريغ مداخلات النواب ورئيس المجلس خلال ثوان معدودة الأمر الذي يفتح الباب أمام المكننة وحفظ كل هذه المحاضر بطريقة متطورة.
غرفة الصحافيين التي أكل الدهر عليها وشرب شملتها الورشة الترميمية أيضاً، ليصبح من الصعب على من دخلها في الأمس أن يعرف ما إذا كانت هي ذاتها أو أنها إستبدلت بأخرى مختلفة ومتطورة. فبالأمس القريب كان صحافيو المجلس معزولين عن عالم الإنترنت إلا من خلال هواتفهم الخلوية، أما اليوم فدخلت خدمة الإنترنت غرفة الصحافة في المجلس وأصبح مسموحاً لأي صحافي أو مراسل يريد الإطلاع على أي موقع الكتروني الدخول اليه من داخل هذه الغرفة عبر أجهزة الكمبيوتر. كما أن هذه الغرفة خسرت كراسيها الممزقة وهواتفها القديمة لتستبدل بأخرى متطورة ومريحة للإستعمال.
إذاً التأخير في تسليم الإلتزامات الذي إعتاد اللبنانيون عليه قد يكون مبرراً هذه المرة كونه أثمر مجلساً نيابياً يليق بمن يرتاده من نواب وصحافيين وغيرهم، مجلس يمكن القول إن التكنولوجيا إجتاحته دفعة واحدة وهي في إنتظار الجلسات العامة للإستفادة منها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك