أصدر الرئيس نجيب ميقاتي الآتي: "يصعب علي أن انعي كبيرا من وطني وكبيرا من مدينتي وإبن بيت أسهم في إستقلال لبنان، عبر رمز الإستقلال والده المفتي الرئيس عبد الحميد كرامي، وفي رسم خارطة لبنان الكبير الذي نعرفه اليوم ونتمسك به.
يصعب علي أن انعي رجلا عشق مدينته وكان المدافع الشرس عن حقوقها وكرامتها وحضورها السياسي، ليس على مستوى لبنان بل على مستوى العالم العربي.
يصعب علي أن أنعي الرئيس عمر كرامي دون أن أتذكر شهيد لبنان الرئيس رشيد كرامي الذي سقط في لحظة تلاق بين اللبنانيين كان يعمل عليها فدفع روحه ودماءه الطاهرة ثمنا لمبادرته. من خاصم عمر كرامي ومن صادق عمر كرامي كسب. إبن بيت يعرف الحد بين الخصام والعداء بين السياسة والكياسة، بين التحالف والإستزلام، فكان نموذجا فريدا في السياسة اللبنانية صاحب مدرسة وإسلوب لا يشابه سواه. شديد الوضوح في مشاعره، شديد الحساسية في تعاطيه وشديد التمسك بما يعتبره حقا له او لمدينته او لوطنه ما جعل مسيرته السياسة حادة وغنية في آن. هو صاحب القول: طرابلس كل عمرها رأس في المعادلة السياسية اللبنانية ونحن لن نوافق على جعلها ذنب. هو صاحب القول: لو فقدنا كل شيء تبقى لنا الكرامة. هو من كانت العروبة تشكل مجاري تنفسه حتى لفظ أنفاسه. هو من تمسك بمبادئ ارتضاها لنفسه حتى لو لم تتوافق مع مزاج الشارع فكان قائدا رائدا وزعيما.أعترف اليوم انني حين تخاصمنا بقي التقدير والإحترام قائما في ما بيننا. ستفقد مدينتي، بفقدانه، مدافعا شرسا عن حقوقها، وسنبقى في خندق الدفاع عنها بعده كما كنا ونعاهده في عليائه ان نتابع المسيرة متكئين على تاريخ المدينة بمختلف مكوناتها وعائلاتها وابنائها وبناتها. رحمك الله وجعل أبناءك واحفادك خير خليفة لك، ونحن الى جانبهم والى جانب كل المخلصين لوطننا لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك