انشغل الرأي العام اللبناني في الأيّام الأخيرة بفيديو مسرّب لوزير الخارجيّة جبران باسيل، من لقائه مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، حيث يظهر فيه باسيل وهو يتحدث عن السيّدة كارولين زيادة، القائم بأعمال بعثة لبنان الدائمة في الامم المتحدة، الأمر الذي أثار انتقادات قاسية لأسلوب باسيل في الحديث عن امرأة لبنانيّة أمام وفد إماراتي.
ولكن، بعيداً عن مضمون الفيديو والانتقادات التي طاوت باسيل والتي ترحّم بعضها على أيّام "الكبار" في وزارة الخارجيّة، ثمّة وجه آخر لهذه الحادثة يجدر التوقف عنده مليّاً.
فالسؤال الكبير هو من سرّب هذا الفيديو ولماذا تعمّد التصوير؟
من المؤكد أنّ من أقدم على تصوير الفيديو بات معروفاً من قبل الوزير باسيل، خصوصاً أنّ الموقع الذي صوّر منه واضح، ما يسهّل عمليّة الكشف عن الحقيقة.
ولكن، هل من صوّر الفيديو هو نفسه من سرّبه الى الإعلام وهل كان يقصد من خلاله الإساءة الى الوزير باسيل أم أنّه أساء تقدير مضمونه؟
من المؤكد أنّ وزير الخارجيّة بات يعرف هويّة المصوّر، وربما يكون فتح تحقيقاً في الحادثة، في وقتٍ يلتزم الصمت حيال ما جرى ويتجنّب الخوض فيه.
وبغضّ النظر عن موافقتنا أو عدمها على مضمون الفيديو "النيويوركي" للوزير باسيل، فإنّ معرفة من سرّب الخبر أمر ضروري للبنانيّين، وعلى رأسهم وزير خارجيّتهم المطالب بالمزيد من ضبط النفس في المرة المقبلة، خصوصاً إن لمح كاميراً هاتفيّة مصوّبة باتجاهه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك