لم تُخف مصادر مسيحية معنية بزيارة الراعي الى الولايات المتحدة قلقها من دلالات تبلغ بكركي تعذر حصول لقاء بينه وبين الرئيس الاميركي رغم كل التوظيف الداخلي المعاكس الذي ابرزته بعض التوجهات السياسية والاعلامية المرتبطة بفريق 14 آذار.
وأوضحت هذه المصادر لصحيفة "الراي" الكوينية انه يمكن تفهم خطوة البطريرك بالغاء محطة واشنطن وحصر جولته بولايات اخرى بعد هذا التطور، ولكن ذلك لا يحجب في المقابل خطورة دلالتين متلازمتين داخلية وخارجية يحملان طابعاً سلبياً.
الدلالة الاولى هي ان الجولة الجنوبية التي قام بها البطريرك وشهد خلالها حفاوة بالغة لم تؤثر على الانطباعات الاميركية الرسمية حيال مواقف الراعي التي اطلقها في فرنسا، مع ان مواقفه في الجولة الجنوبية اتسمت عموماً بتوازن ولم تثر اي جدل مماثل لذلك الذي فجرته مواقفه في فرنسا، وبدا واضحاً ان الافراط في الترحيب بالبطريرك من جانب "حزب الله" و"امل" يشكل توظيفاً سياسياً مقصوداً ولم تقترن بتوضيحات كان ينتظرها كثر من البطريرك او مواقف اكثر حزماً ووضوحاً لجهة بعض المفاصل الرئيسية التي تتصل بالوضع اللبناني و"الربيع العربي".
اما الدلالة الثانية فهي ان الولاية البطريركية الجديدة تنطلق وسط التباس غير مسبوق بين بكركي وعواصم كبرى مثل واشنطن وباريس وهو امر لا يمكن التنكر لسلبياته، وان كان بعض الجهات الداخلية يعتبره مؤشراً جيداً للمسيحيين، اذ ان المصادر تتخوف بوضوح من ان يجري تصنيف بكركي في هذه الحالة في خط سياسي واحد مع رموز وزعامات من صف معروف، وهو صف مناهض تقليدياً لتوجهات بكركي التاريخية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك