اعلن مصدر في الوفد الرسمي اللبناني إن "ترؤس لبنان لمجلس الأمن الدولي هو الاول من نوعه منذ خمسة وخمسين عاماً، اذ أن آخر مرة حصل ذلك، كان في بداية الخمسينيات، حيث ترأس مبعوث لبنان شارل مالك المجلس في ظروف حساسة شبيهة بالوضع الراهن".
واوضح المصدر لصحيفة "السفير" ان "موضوعين استحوذا على محادثات رئيس الجمهورية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التي عقدت في مكتب لبنان في مجلس الأمن، وهما الثروة النفطية و"اليونيفيل" بالاضافة الى سبل تنفيذ القرار 1701".
وعلمت "السفير" أن "بان فاجأ الوفد الرئاسي اللبناني بإثارة القرار 1559، وخاصة بند نزع السلاح، بوصفه آخر البنود المتبقية في القرار، وقال بان لسليمان: "عندكم القرار 1559 بالنسبة لموضوع السلاح، وأنتم لم تنفذوه حتى الآن". ورد سليمان على بان مؤكداً وجود ترابط بين القرارين 1559 و1701 وقال: لتنفذ اسرائيل القرار 1701 وبعدها اسألونا عن القرار 1559.
وطرح الأمين العام للأمم المتحدة خلال اللقاء الذي شارك فيه جميع أعضاء الوفد الرئاسي اللبناني اجراء مراجعة استراتيجية للعلاقة القائمة بين "اليونيفيل" والسلطات اللبنانية، مركزاً في هذا المجال على أن ما يهم الأمم المتحدة من هذه المراجعة زيادة عديد الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وهي مسألة قابلها الجانب اللبناني بعدم الممانعة إنما "تجب المساعدة على توفير العتاد والتسليح والعديد قبل المباشرة في مراجعة كهذه"، كما اثير موضوع ترسيم "الخط الازرق" حيث سيعلن الاسبوع المقبل عن وضع برميل الترسيم الرقم مئة على هذا الخط في سياق عملية الترسيم المستمرة منذ العام ألفين حتى الآن".
وكشف المصدر الرسمي أنه "بالنسبة لموضوع الحدود البحرية، فإنه لم يحصل خلال الاجتماع بين سليمان وبان كي مون، اتفاق حول الحدود البحرية، انما تمّ الاتفاق على التشاور المستمر ومتابعة الاتصالات".
وأشار المصدر الى "وجود خيارات عدة حول كيفية مقاربة ملف الحدود البحرية أبرزها:
ـ تكليف الأمم المتحدة ترسيم الحدود البحرية وهذا الأمر يحتاج الى قرار من مجلس الأمن بهذا الخصوص او توسعة مهام "اليونيفيل" لتشمل الترسيم وأيضاً هناك حاجة لموافقة مجلس الامن.
ـ هناك أمور تحتاج الى موافقة لبنان عبر قرارات تصدر عن الحكومة وتشريعات يصدرها مجلس النواب.
ـ هناك امور تدخل من ضمن المهام التي تبحث فيها اللجنة العسكرية الثلاثية التي تعقد اجتماعاتها الدورية في الناقورة.
ـ هناك بند في ميثاق الامم المتحدة عن صلاحيات الأمين العام الخاصة، ويستطيع بان كي مون القيام به لتلافي النزاع، وقد أبلغه الجانب اللبناني تشجيعه القيام بدور ما في هذا السياق".
ولفت المصدر الرسمي اللبناني الانتباه الى ان "الامين العام ابلغ رئيس الجمهورية ان الكثير من الدول تعاني من نزاعات بحرية وأن حل هذه الامور يحتاج الى وقت، مع ميله لا بل تشجيعه على الاستثمار في المناطق البحرية غير المتنازع عليها شرط عدم استثمار اسرائيل في المنطقة المتنازع عليها، وتم الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بما يبقي القضية تحت السيطرة، والمعادلة التي ستحكم الاستثمار النفطي هي السماح الأممي ببدء الاستثمار دون الوصول الى حالة توتر في منطقة شرق المتوسط".
وأضاف المصدر ان "طرح قضية اختطاف الامام السيد موسى الصدر على مستويين، سواء في الجمعية العامة من خلال كلمة رئيس الجمهورية أو اللقاء مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، لم يهدف الى تطويق الجانب الليبي انما توجيه رسالة للسلطة الليبية الجديدة باننا طرحنا قضية الامام الصدر على منبر الامم المتحدة باعتبار ان جلاء هذه القضية هو الممر الجدي لإعادة بناء علاقة وثيقة مع ليبيا بما يليق بدولتين شقيقتين، خصوصاً أن لبنان كان السباق في الاعتراف بالسلطة الليبية الجديدة وبالانفتاح الجدي عليها".
وتابع المصدر ان "اللافت للانتباه هو ما طالب به رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير مياديريت خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية بضرورة ان يستثمر لبنان عبر قدراته البشرية واللوجستية في الدولة الجديدة التي تحتاج الى كل اسباب التنمية والبناء والإعمار لا سيما في مجالات البنى التحتية والصحة والتعليم (..) قائلاً "ان اللبنانيين يتمتعون بخبرة عالية وبكفاءة متجددة والسودان الجنوبي بحاجة ماسة لكي يأخذوا مكانهم الطليعي والطبيعي في تنميته ونهضته".
وقال المصدر ايضاً إنه "خلال اللقاء مع رئيس ساحل العاج الحسن واتارا تمت إزالة آخر الرواسب التي نجمت عن الأحداث الاخيرة، واظهر الرئيس العاجي حرصاً كبيراً على الجالية اللبنانية ودورها في النهضة العاجية على كل المستويات وتمسكه بكل فرد من افراد هذه الجالية وحرصه الشديد على اعتبار ما حصل خلال الاحداث أمراً بحكم المنتهي والدعوة الى البناء على المستقبل بكل تجلياته، حيث سيتم تكريس هذا التلاحم الايجابي اللبناني العاجي من خلال زيارات متبادلة على مستوى رئيسي البلدين، وعبر المزيد من التعاون والاتفاقيات التي من شأنها الارتقاء بالعلاقات الى المستوى المطلوب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك