من الطابق الثالث، قسم الإرهاب، في المبنى ''ب''، وتحديدًا من الجناح المخصص لموقوفي تنظيم فتح الإسلام، اشتعل فتيل تمرد جديد في سجن روميه، دام لقرابة الساعتين.
وبحسب المعلومات، فإن التمرد بدأ عندما نقل عدد من السجناء الاسلاميين في الجناح المخصص لهم إلى مبنى أخر، وكان السجناء الاسلاميون هددوا بأنه إذا لم تتم إعادة الموقوفين سوف يقومون بإنتفاضة، وهذا ما حصل.
وفي التفاصيل، قام السجناء باحتجاز ضابط برتبة ملازم أول، الى جانب عدد من العناصر المكلفة حراسة السجن، بغية إبقائهم كرهائن، فاستقدمت على الاثر قوة مساندة من الفهود والتدخل السريع التي انتشرت لمعالجة الوضع واعادة السيطرة والهدوء وتحرير العسكريين الرهائن فدخلت القسم، وحررت الضابط والعناصر الأمنيين، واضعة حدا للتمرد في قرابة التاسعة صباحا.
ونتيجة العملية الأمنية، أصيب خمسة موقوفين على الاقل من التنظيم نقلوا إلى مستشفى ضهر الباشق تحت حراسة أمنية مشددة، وثلاثة عناصر على الاقل من قوة الفهود ورابع من التدخل السريع نقلوا إلى مستشفى أبو جودة في جل الديب.
وفي الأثناء، بوشرت الاتصالات على مستوى رئاسة الحكومة لتلبية مطالب السجناء، في وقت شدد وزير العدل شكيب قرطباوي على ضرورة المعالجة السريعة، بعدما باتت القصة أشبه بقصة إبريق الزيت، كاشفا عن اجتماع سيعقد في الوزارة لإقرار سلسلة خطوات، ابرزه تخفيف عناصر المواكبة للسياسيين بدءا منه، لضمهم الى العناصر المولجة حماية السجن والسجناء. كما انه سيتم التعجيل ببناء القسم الجديد في سجن روميه وتسريع محاكمات فتح الاسلام.
الى ذلك، كشفت معلومات صحافية، عن مخاوف لدى وزارة الداخلية من اعتراضات قد يقوم بها سجناء اخرون لأن مطالبهم يغض النظر عنها.
تستمر قنبلة رومية موقوتة بعد ان تمت السيطرة "موقتا" على التمرد وعاد الوضع الى طبيعته، حيث اعيد السجناء الى زنزاناتهم، وسمح للأهالي بالدخول بشكل طبيعي لمقابلة ذويهم.
بهذا الحدث، يسجل نهار الجمعة 23 أيلول على أجندة رومية الحافلة بالحوادث التي تتفاقم يوما بعد يوم في انتظار اليوم التاريخي الذي سيحمل كارثة حقيقية ويفجر تلك القنبلة التي ما عادت تتحمل أكثر.. إلا إذا فعلا تحركت الجهات المعنية واتخذت سلسلة خطوات اجتماع طال انتظارها! والعبرة في التنفيذ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك