ظهرت الصور التي تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية عن تفاصيل واضحة لمعسكرات الاعتقال التي استخدمت لحبس مائتي ألف مواطن كوريا شمالي، على الرغم من إنكار نظام بيونغ يانغ وجودها حتى الآن. وقد تم استخدام الرجال والنساء وحتى الأطفال المحتجزين داخل المعسكرت كعبيد للعمل طيلة أيام الأسبوع ، كما أجبر المحتجزين على أكل الفئران والضفادع والثعابين والحشرات نتيجة انتشار المجاعة هناك. وشوهدت بعض الصور السابقة المأخوذه أيضًا عبر القمر الصناعي لمعسكرات وزارة التوحيد في كوريا الشمالية لكنها كانت غير واضحة، لكن الصور الجديدة ذات التفاصيل الواضحة تعطي نظرة متفحصة للمعسكرات وتثبت أيضًا أن حجمها قد زاد، ويقول الخبراء إن المعسكرات كان يتم ملؤها بعشرات الآلاف من السجناء الذين يتم التقاطهم من منازلهم أو من الشوارع على اعتبارهم "مجرمين سياسيين" بدلا من الإمساك بالمجرمين الفعليين.
وقال سجين سابق إن نصف السجناء معرضين للموت نتيجة للجوع أو سوء التغذية بينما يموت الآخرون بسبب الأمراض الفتاكة التي تنتشر في ظل ظروف حياتهم البائسة، كل هذا إذا لم يموتوا بسبب التعذيب أو رميًا بالرصاص أو رجمًا أمام العامة بواسطة حراس كيم جونغ إيل، وأظهرت إحدى الصور مخيم "يودوك"، الذي يضم حوالي 50 ألف سجين من كوريا الشمالية وتمت تخبئته في الجبال على مسافة 70 ميلا من العاصمة بيونغ يانغ.
وقال كانغ، الذي تم حبسه هو وعائلته في المعسكرات وهو في التاسعة من عمره لأسباب سياسية، إنهم لم يكن لديهم أي طعام وكانوا يأكلون كل ما تقع أيديهم عليه، وأضاف إنهم كانوا يفعلون ما بوسعهم للبقاء على قيد الحياة.
وأردف أنه عندما رأى الصور تذكر كل ما حدث له داخل المعسكرات على الرغم من حدوثها منذ وقت بعيد. وأكد كانغ أن المعسكر يبدو أكبر مما يذكره وأنه تم بناء مبنى جديد للحراس لم يكن موجودًا من قبل وافترض أن عدد المساجين قد زاد، لذلك فهم في حاجة إلى حراسة أكبر. وكان كانغ قد قضى عشر سنوات في مخيم "يودوك" قبل أن يهرب إلى الصين في العام 1992 وكتب تجربته في كتاب اسمه "أحواض بيونغ يانغ".
ويعتقد أيضًا أن كانغ هو أول سجين يعلن عن وجود مخيم يودوك، وقال كانغ إن أكثر شيء يذكره هو أن حراس السجن كانوا يقتلون أي شخص من دون أدنى سبب، وأنه شاهد العديد من عمليات الإعدام، كما قالت منظمة العفو الدولية، بعد أن قارنت الصور الجديدة بالصور المأخوذة قبل عشر سنوات، إن المعسكرات تنمو بصورة ضخمة. وقال سام زيريفي، من منظمة العفو الدولية، إن العالم الخارجي لا يدري بالتحديد ما يحدث داخل المعسكرات لأن المعلومات التي ترد من داخلها محدودة للغاية والمحظوظ الذي يخرج يرسم صورة مقلقة جدًا.
وقال مدير العلوم وبرنامج حقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية سكوت إدواردز إنهم سيستخدمون الصور الجديدة لتكذيب ما تدعيه حكومة كوريا الشمالية بأن المعسكرات لم يعد لها وجود، وهو في الحقيقة يؤكد على وجود انتهاكات لحقوق الإنسان تجري بداخلها. وجاءت هذه الأنباء في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الكورية الجنوبية إنها سترسل مجموعة من الزعماء الدينيين وممثلين لزيارة كوريا الشمالية، الأربعاء، في مهمة سلام، وقالت وزارة التوحيد إن مؤتمر كوريا للدين والسلام سيقام في بيونغ يانغ يوم الأربعاء المقبل وسوف يناقش قضايا السلام وحقوق الإنسان، ومن المعروف أنهم من الممكن أن يجتمعوا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك