نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالا تحت عنوان "إسرائيل، بين الضياع والعزلة"، استهلته بالتعبيرعن قلقها إزاء مستقبل إسرائيل. "إذ أصبحت إسرائيل في موضع خطير للغاية بسبب انهيار الركائز الأساسية لأمنها، ومنها السلام مع مصر واستقرار سوريا وعلاقاتها مع تركيا والأردن، بالإضافة إلى وجود حكومة إسرائيلية غير كفؤ على الصعيد الدبلوماسي والاستراتيجي. كما جعل ذلك الحكومة الأميركية أيضاً تسأم القيادة الإسرائيلية وتركها ضحية لانعدام كفاءة إسرائيل، وذلك لأن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل تستطيع في موسم الانتخابات الضغط على الإدارة للدفاع عن إسرائيل أمام الأمم المتحدة، رغم ثقتها في أن إسرائيل تنتهج سياسات ليست في صالحها أو الصالح الأميركي".
وأشارت الصحيفة الى أن "إسرائيل ليست مسؤولة عن الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك أو عن الثورة في سوريا أو قرار تركيا للسعي نحو القيادة الإقليمية عن طريق تحطيم إسرائيل أو عن انقسام الحركة الوطنية الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعد مسؤولاً عن فشله في طرح إستراتيجية للرد على كل هذه الأحداث بطريقة تحمي المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد".
ورأت أن "إستراتيجية نتانياهو تتمثل في عدم فعل أي شيء لمواجهة الفلسطينيين أو تركيا بما يهدده سياسياً، ثم مناشدة الولايات المتحدة لتوقف برنامج إيران النووي ولتساعد إسرائيل على الخروج من كل المآزق، ولكن مع التأكد من عدم طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما أي شيء في المقابل - مثل إيقاف المستوطنات الإسرائيلية - وذلك من خلال حشد الجمهوريين في الكونغرس لتضييق الخناق على أوباما، بالإضافة إلى تشجيع الزعماء اليهود على الإشارة إلى أوباما كمناهض لإسرائيل. وفي غضون ذلك، تقوم جماعة الضغط الإسرائيلي بسحق أي فرد في الإدارة أو الكونغرس ممن يقولون إن بنيامين أيضاً - وليس باراك فحسب - ربما ارتكب بعض الأخطاء".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى ما كتبه ألوف في صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن "الجهود الدبلوماسية التي استغرقت أعواماً لجعل الشرق الأوسط يتقبل إسرائيل كدولة مجاورة قد انهارت هذا الأسبوع مع طرد السفراء الإسرائيليين من أنقرة والقاهرة، والإجلاء العاجل لموظفي السفارة في عمان". ولفتت الى أن "المنطقة تتخلص من الدولة اليهودية، التي تعزل نفسها بصورة متزايدة خلف جدران محصنة في ظل قيادة رافضة للتغيير أو الحركة أو الإصلاح".
وفيما يتعلق بمبادرة اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، رأت أنه "كان ينبغي على إسرائيل إما أن تضع خطة سلام خاصة بها أو أن تحاول تغيير دبلوماسية الأمم المتحدة من خلال تقديم حل يؤكد على حق كل من الشعب الفلسطيني واليهودي في إقامة دولة على أرض فلسطين التاريخية، فضلاً عن مواصلة المفاوضات. ولكن نتانياهو لم ينفذ أي من الخيارين".
وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة تسعى جاهدة الآن لنزع فتيل الأزمة حتى لا تضطر إلى استخدام حق النقض في تصويت الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية. ولكن إسرائيل لا تمنح أصدقائها - ومنهم أوباما - ما يدافعون به عنها". ورأت أن "بإمكان إسرائيل إما أن تحارب الجميع، أو أن تختار عدم الاستسلام. ولكن ردع هذه التوجهات من خلال تقديم مقترح جاد للسلام من شأنه أن يقوض من عزلتها".
وتابعت "مع الأسف لا تمتلك إسرائيل اليوم قائداً أو حكومة قادرة على تنفيذ مثل هذه الدبلوماسية الدقيقة"، معربة عن أملها في أن "يدرك الشعب الإسرائيلي ما يحدث قبل أن تتسبب حكومتهم في مزيد من العزلة العالمية لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضاً".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك