صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصحيفة "النهار" بأنه "لا يسعى الى مواجهة" مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى في تقديمه المقرر الجمعة لطلب انضمام دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية الى الأمم المتحدة. وأكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى أن عباس "لن يجتمع بالتأكيد" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا إذا أعلن الأخير وقفاً تاماً للإستيطان في الأراضي المحتلة ووافق على التفاوض على أساس حدود ما قبل احتلال عام 1967.
وعقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مكتب رئاسة مجلس الأمن، سألت "النهار" الرئيس الفلسطيني عما إذا كانت لديه الأصوات التسعة المطلوبة في المجلس المؤلف من 15 عضواً على افتراض أن أيا من الدول الخمس الدائمة العضوية لن تمارس حق النقض، فأجاب: "إن شاء الله".
ورداً على سؤال آخر عما إذا كان اختار المواجهة مع الولايات المتحدة التي أعلنت أنها ستستخدم حق النقض ضد طلب العضوية الكاملة لفلسطين، أجاب عباس: "نحن لا نريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى. لكننا نريد دولتنا". وأضاف أنه "من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولة معترف بها في المجتمع الدولي. هذا حقنا القانوني ونريده لرفع المعاناة الطويلة عن شعبنا... نحن نطالب بحقوق الشعب الفلسطيني لدى المجتمع الدولي".
ولم يشأ الإجابة عن سؤال عن سبب رفضه الإجتماع مع نتنياهو.
وعلم أن مشاورات جارية في شأن "الطبيعة الإجرائية" التي سيعتمدها عباس بعدما رشح أنه ربما قدم الطلب الفلسطيني الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون على منصة الجمعية العمومية خلال إلقاء كلمة فلسطين قرابة الثانية عشرة ظهر الجمعة بتوقيت نيويورك. وأفاد ديبلوماسي دولي أنه من "حيث المبدأ لا مواعيد الآن لمحادثات ثنائية مع بان في ذلك الوقت، ولكن في الوقت ذاته نحن نعلم أن الأمين العام لا يمكنه أن يحضر كل الخطب".
وأفاد المصدر الفلسطيني الرفيع لـ"النهار" إن أعضاء الوفد الفلسطيني "سيثيرون" هذه المسألة مع الأمانة العامة، وأن الجهات المعنية في واشنطن "لم تتحدث معنا" عن امكان عقد اجتماع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس عباس خلال وجودهما في نيويورك، مشيرا في الوقت عينه الى أن الوفد الفلسطيني "لم يطلب موعداً" للقاء كهذا.
ورأى أنه "من الآن حتى الجمعة المقبل، لا بيان للرباعية"، كاشفاً أن "الجدول الزمني الذي تسعى الرباعية الى تضمينه بيانها المقترح يتحدث عن مهلة 20 يوماً لمعاودة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومهلة ستة أشهر للتوصل الى اتفاق على كل القضايا العالقة". وأكد أن "لا بيان للرباعية الآن" وأن "هناك خلافاً كبيراً" لأن اقتراح مبعوث الرباعية طوني بلير "دون المستوى ويعكس الموقف الإسرائيلي أكثر من أي شيء آخر. الأطراف الآخرون قالوا إن هذا لا يمثلهم ولا دور لهم فيه، وهو تاليا مرفوض". ولفت الى أن "الأميركيون لا يريدون لنا أن نذهب الى مجلس الأمن، ولا الى الجمعية العمومية. يريدون لنا الذهاب الى المفاوضات بشروط اسرائيلية. هذا تراجع كبير في الموقف الأميركي الذي سمعناه في القاهرة وفي الجمعية العمومية" من الرئيس أوباما.
وأعلن "إننا جاهزون للذهاب الى المفاوضات غداً في حال موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مرجعية المفاوضات وحدود عام 1967 ووقف النشاط الإستيطاني تماما بما في ذلك في القدس الشرقية"، مستدركاً أن "هذه الحدود يمكن أن تشهد مبادلة بسيطة جداً ومتفقا عليها للأرض في منطقة البناء الإستيطاني التي لا تزيد عن 1,2 في المئة من الأراضي المحتلة". وشدد على أن "الرسالة الأساسية هي الآن أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة لأنه يستحق ذلك. لا يمكن التعامل مع الشعب الفلسطيني بأقل من هذا".
وعن المجازفة بالاصطدام بـ"فيتو" أميركي، أوضح: "حتى لو حصل ذلك، نحن لم نناضل كل هذه السنوات من أجل أن نقبل بأقل من دولة كاملة العضوية ولم نناضل من أجل أن تعطى الإمتيازات لدولة دون أخرى... نحن لن نضحك على أنفسنا وعلى شعبنا". وخلص الى القول: "سنحصل على الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن. وفي حال ممارسة حق النقض، يكون هذا القرار أميركيا، وسنقرر بعده ماذا نفعل وربما كان خيارنا الذهاب الى الجمعية العمومية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك