أكدت مصادر نيابية بارزة في تيار "المستقبل" و"حزب الكتائب" لصحيفة "السياسة" أن وجهات النظر كانت متطابقة بين الرئيس أمين الجميل والرئيس سعد الحريري في ما يتعلق بتطورات المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة، حيث كان توافق تام بين الرجلين، خلال لقائهما في السعودية، على أهمية توحيد صفوف المعارضة وتفعيل دورها لمواكبة الأحداث في لبنان والعالم العربي, وضرورة تنسيق الجهود وبوتيرة مرتفعة من أجل الضغط على الحكومة للموافقة على دفع حصة لبنان من عملية تمويل المحكمة واتخاذ كل ما يلزم لمواجهة أي تداعيات محتملة لرفض لبنان الالتزام بتعهداته على هذا الصعيد.
واشارت المصادر إلى أن الجميل والحريري أشادا بالدور السعودي المساعد للبنان وبما تقوم به المملكة لتحصين السلم الأهلي في لبنان وحماية المؤسسات الدستورية، وكان هناك انسجام في الرؤية مع سائر مكونات المعارضة على أهمية استئناف الحوار في لبنان شرط أن يكون محصوراً فقط باستكمال البحث في موضوع الستراتيجية الدفاعية ومن دون إضافة أي بند آخر, كما يريد الفريق الآخر، لأن الهدف من وراء ذلك الالتفاف على مقررات الحوار السابقة، وتمييع موضوع الستراتيجية الدفاعية لعدم بت مصير سلاح "حزب الله" الذي يشكل جوهر المشكلة في لبنان بحيث أنه لا يمكن أن تستقيم الأمور في البلد إذا بقي هذا السلاح يهدد حياة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم.
وكشفت المصادر عن اتفاق الجميل والحريري على عقد اجتماعات تنسيقية لقوى "14 آذار"، في إطار خطة العمل التي وضعتها المعارضة لمواجهة حكومة الرئيس ميقاتي التي تنازلت بشكلٍ فاضح عن المحكمة في بيانها الوزاري، والتي لا يظهر أنها بوارد أن تلتزم بدفع حصة لبنان من تمويلها، بالرغم من كل ما يقوله رئيسها في هذا الإطار، لأن أصحاب القرار الفعلي في هذه الحكومة قالوا كلمتهم بأنهم لن يسمحوا بتمويل المحكمة مهما حصل. وهذا بالتأكيد سيأخذ لبنان إلى مواجهة شرسة مع المجتمع الدولي عاجلاً أم آجلاً لا يدري هؤلاء عواقبها الوخيمة على الوضع في لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك