انتقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وبشدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الهجوم الذي شنه وزير الخارجية الإيراني حول سياسة الرياض والعواصم الخليجية، على خلفية استجابة دول المجلس لطلب المنامة بإرسال قوات من «درع الجزيرة» لحفظ الأمن في محيط المنشآت الحيوية المهمة.
وأسف الفيصل لاستمرار طهران في إعطاء الحق لنفسها بالتدخل في شؤون المنطقة ودولها وانتهاك سيادتها واستقلالها، معتبرا أن التصريحات الإيرانية تخدم «إثارة الفتنة والقلاقل» في المنطقة.
ورأى وزير الخارجية السعودي أن التدخلات الإيرانية تظل أكبر من محاولات التزييف والمراوغة التي تمارسها إيران.
وتأتي تصريحات الفيصل ردا مباشرا على ما أدلى به وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس.
ورد الأمير سعود الفيصل على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الموقف من تصريحات وزير الخارجية الإيراني الذي شن فيها هجوما على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، قائلا: «إنه من المؤسف أننا لا نزال نسمع مثل هذه التصريحات من إيران، التي لا تخدم أي غرض سوى إثارة الفتنة والقلاقل والاضطرابات في المنطقة».
وأضاف الفيصل في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: «كما يؤسفنا استمرار السياسة الإيرانية في إعطاء نفسها الحق بالتدخل في شؤون المنطقة ودولها وانتهاك سيادتها واستقلالها، في سياسة مناهضة لجميع الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ الشرعية».
وأكد وزير الخارجية السعودي وضوح وانكشاف التدخلات الإيرانية في دول المنطقة الخليجية، قائلا: «وعموما حقائق التدخلات الإيرانية تظل أكبر من محاولات التزييف والمراوغة التي تمارسها إيران».
وكان صالحي واصل امس الحملات الايرانية على السعودية ودول مجلس التعاون قائلا في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الإيراني الناطق بالإنجليزية مباشرة مع ترجمة فورية، إن «التدخل العسكري السعودي في البحرين ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل»، وطالبها بسحب قواتها من هناك.
وزعم خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره وزير خارجية الأوروغواي، أمس، أن «السعودية سلكت مسارا خاطئا، وهذا المسار له عواقب وخيمة في المستقبل»، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية. واكد صالحي استعداد طهران لإقامة علاقات جيدة مع السعودية، معربا عن أمله في أن تنسحب السعودية من البحرين في أسرع وقت ممكن «حتى لا تتعقد القضايا أكثر وأن تقوم دول المنطقة بحل سوء الفهم والمشكلات عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية».
وقال صالحي: «إذا كان هناك سوء تفاهم (بين إيران والدول العربية) فبإمكاننا الجلوس حول طاولة واحدة لحله بالوسائل الدبلوماسية»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان عدد من قادة الدول العربية وجهوا انتقادات قوية لإيران واتهموها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولهم، خصوصا بالتدخل في شؤون البحرين. كما اتهمت دول مجلس التعاون الخليجي في الثالث من الشهر الحالي إيران بالتآمر على أمنها وبث الفتنة، معربة عن القلق من «التدخل الإيراني السافر» في شؤون المنطقة.
ووزعم وزير الخارجية الإيراني، أمس، أن «موقف إيران واضح جدا وسياستنا الرسمية قائمة على عدم التدخل في شؤون دول أخرى»، وتابع: «لقد اكتفينا بإدانة أعمال العنف ضد سكان عزل»، مضيفا: «في هذه الانتفاضات لا يقوم الشعب إلا بالتعبير عن مطالب مشروعة لا بد من الاستماع إليها بدلا من كيل التهم إلى الآخرين».
وجاء ذلك بينما كانت السلطات الإيرانية قد قمعت مظاهرات نظمتها المعارضة الإيرانية منتصف فبراير (شباط) الماضي دعما لانتفاضتي تونس ومصر.
وحول شبكة التجسس الإيرانية التي أعلنت عنها السلطات الكويتية، وصف وزير خارجية إيران قضية شبكة التجسس بأنها «مفتعلة، وكذبة كبرى». واعتبر كشف الكويت عن شبكة التجسس هذه يرتبط بالتطورات في البحرين. وتابع: «أن هذه الادعاءات هي نوع من الهروب إلى الأمام واتهام الآخرين لأنهم غير قادرين على الاستجابة للانتفاضة المشروعة في البحرين»
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك