ذكرت صحيفة "الشرق" انه لم تستغرب الاوساط الديبلوماسية الغربية الموقف اللبناني الذي اتخذ امس في مجلس الامن حول ادانة سورية، لافتة الى ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم هي تحت المجهر الدولي، وبما انها مشكلة من لون واحد وصبغة واحدة، فلا يمكنها اتخاذ اية مواقف تناقض سياستها، وبالتالي الازمة اليوم ليست مع لبنان، بل المواجهة والصراع الدولي هو مع سورية.
واذ استبعد تداعيات سياسية او سلبية على الوضع اللبناني ازاء الموقف الذي اتخذ، اكد في المقابل ضرورة الفصل بين ما حصل في مجلس الامن، او العلاقة اللبنانية - الدولية خصوصاً ما يتعلق بمسألة المحكمة الدولية.
وقال المصدر لن يكون لبنان عرضة لأي تداعيات او عقوبات او مواقف دولية قاسية في الوقت الحاضر، فلم يحن الوقت بعد لفتح ملفاته مع المجتمع الدولي، طالما ان هناك ضوابط ما زالت الحكومة اللبنانية تتحكم بها.
في المقابل، حذر المصدر نفسه من التعاطي اللبناني مع المحكمة الدولية ومجلس الامن بشكل خاص، وقال: اذا لم يمتثل لبنان لمطالب مجلس الامن وفي ما خص مسألة المحكمة الدولية، فإن المواقف الدولية قد تنقلب وتتبدل، وقد تصل الى اتخاذ قرارات اكثر صراحة ووضوحاً وحدة في حق لبنان، لذا على لبنان الفصل تماماً بين ما يحصل داخل اروقة مجلس الامن في ما خص الازمة في سورية وموضوع المحكمة الدولية.
واعتبرت المصادر ان لبنان تجنب ان يكون طرفا مع المجتمع الدولي ضد سورية نظراً للعلاقات التي تربطه بها.
كما انه حافظ في في المقابل على صدقية علاقته مع دمشق ولو انه اتخذ موقفاً بعدم الموافقة على البيان الذي صدر.
ووصف المصدر الديبلوماسي الموقف اللبناني "بلا لون ولا طعم ولا صورة".
وهذا الامر دفع بعدد من الدول الغربية داخل مجلس الامن الى تفهم موقفه وموقعه من تلك الاحداث وتداعياتها على الوضع الداخلي.
الى ذلك لفت المصدر النظر الى غياب مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام عن الجلسة والمحسوب على الرئيس السابق سعد الحريري، وتمثيله بنائب رئيس البعثة كارولين زيادة لتلاوة الموقف اللبناني، وهذا دليل على تخفيض مستوى التمثيل كي لا يحرج اي طرف والا يكون عرضة لاي انتقاد من اي جهة كانت.
وخلص المصدر الى ان الحكومة الميقاتية المدعومة من سورية لن تستطيع التقدم او اتخاذ اي مواقف تشوّه علاقة لبنان بسورية، وبالتالي ستبقى عرضة تجاذبات دولية واقليمية الى حين اتضاح معالم المرحلة المقبلة من "الربيع العربي" واخماد الثورات المتنقلة من دولة الى اخرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك