يؤكد مسؤولون أمنيون لبنانيون أن أجهزة الاستخبارات التابعة لجميع الدول الأوروبية تنشط في لبنان لجمع المعلومات وتجنيد المصادر البشرية. ولمعظم تلك الأجهزة شبكات منتشرة على الأراضي اللبنانية. ويظهر هذا النشاط بوضوح من خلال حركة الاتصالات الهاتفية التي "تتعثر" بها الأجهزة الأمنية خلال عملها على ملاحقة بعض المشتبه فيهم. ويلفت مسؤولون أمنيون بحسب صحيفة "الاخبار" إلى أن جميع الدول المشاركة في اليونيفيل تشغل شبكات لجمع المعلومات، بحجة حماية جنودها الموجودين في الجنوب. ويقول أحد الضباط اللبنانيين إنه لاحظ أن أكثر الأجهزة نشاطا وجدية من بين الدول التي شارك جنودها في اليونيفيل هو جهاز الاستخبارات البلجيكي.
لكن عمل الأوروبيين في لبنان لا يقتصر على جمع المعلومات ذات الطابع "الوقائي". فقبل أربع سنوات، أوقفت المديرية العامة للأمن العام أحد رتبائها، بتهمة التخابر مع دولة أجنبية. وكانت المفاجأة خلال التحقيق أن الرتيب الموقوف أكد تعامله مع الاستخبارات الإيطالية. واللافت أن الطلبات التي قال الموقوف إنه كان يتلقاها من مشغّليه مطابقة إلى حد بعيد لما يطلبه الإسرائيليون عادة من عملائهم، كجمع معلومات عن الجيش اللبناني والمقاومة وتحديد مواقعها ومحاولة تحديد مخازن السلاح والصواريخ. ويومئذ، صدر حكم غير مشدد عن المحكمة العسكرية، ما دفع بالمدير العام السابق للأمن العام، اللواء الراحل وفيق جزيني، إلى إحالة الرتيب على المجلس التأديبي وطرده من العمل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك