كتبت لورا يمين في "المركزية":
يرفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاستسلام باكرا في السباق الى قصر بعبدا. رغم كل المعطيات التي تؤكد ان حظوظه في الجلوس على الكرسي الأول في البلاد، شبه معدومة، هو يواصل العمل، على أكثر من جبهة، لتحقيق هذا الهدف.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن "عدة شغل" باسيل تقوم اولا على رفضه انتخاب كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية او قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا، وهو يراهن على ان تعريته الرجلين من غطائه، لن تعوّضها القوات اللبنانية، وبالتالي فإن هذه الوضعية في الشارع المسيحي، من شأنها ان تقضي على حظوظهما الرئاسية.
الى ذلك، فإن التيار البرتقالي يسعى الى ترميم علاقاته مع حزب الله، في شكل يُبقي احتمالات دعم الضاحية لباسيل قائمة. في الساعات المقبلة، من غير المستبعد ان تنتعش الاتصالات بين الجانبين عبر الوسطاء، وهي قد تقود الى لقاء بين باسيل والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وربما بين الاخير والرئيس السابق ميشال عون الذي قرر "التشمير" عن ساعديه والنزول شخصيا الى ساحة "المعركة" الرئاسية، بما له من مونة على "الحزب"، لتعويم حظوظ "صهره" لدى حارة حريك.
هذا محليا. أما خارجيا، فإن باسيل غادر مجددا في الساعات الماضية الى قطر، في زيارة هي الثالثة من نوعها في غضون اسابيع قليلة. رئيس "لبنان القوي" الذي لم ينظر بعين الرضى الى الزيارة التي قام بها قائد الجيش الى الدوحة منذ ايام، والذي لم يرتح الى محادثات الاخير هناك، خشية ان تؤسّس لتسوية تجعل من عون رئيسا للجمهورية، حزم حقائبه الى قطر للوقوف عند جديد قيادتها رئاسيا، بعد ان طلب مساعدتها لتلميع صورته لدى الاميركيين والفرنسيين والسعوديين. وباسيل يدرك ايضا ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيكون موجودا في قطر لمشاهدة مباراة بلاده في كرة القدم غدا، وبالتالي سيسعى الى الاجتماع به بوساطة قطرية ايضا، بعد ان أخفق، خلال زيارته باريس منذ اسابيع، في لقائه.
المقاربة "الباسيلية" لملف الرئاسة لا تزال هي هي منذ أشهر، تتابع المصادر، ولم يبدّلها لا تمسكُ الحزب بفرنجية ولا الرفض الداخلي الجامع والخارجي ايضا، سيما في الولايات المتحدة والدول الخليجية، لانتخاب "رئيس التيار" رئيسا. الاخير سيلعب أوراقا جديدة في قابل الايام، مِن الاصرار على حوار مسيحي برعاية بكركي، الى الانتقال من التصويت بورقة بيضاء الى الاقتراع لمرشحٍ ما، وهو قد يحاول أيضا استمالة نواب تغييريين او معارضين او مستقلين وإقناعهم بالتفاهم على رئيسٍ يكون هو مرتاحا اليه، وكل ذلك كي يبقى ممسكا بادارة البلاد كما كان إبان ولاية الرئيس عون.. عليه، فإن الشغور سيستمر حتى إشعار داخلي او إقليمي آخر، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك