كتب إيلي القصيفي في "أساس ميديا":
وحده الحزب من بين أركان الحكم لم يسارع أو يضطرّ إلى التّنصّل من الصفقة السياسيّة - القضائية التي كان يجري إعدادها في كواليس السلطة، فيما سارع الآخرون جميعاً إلى غسل أيديهم منها فور سقوطها. وكان أسرعهم نجيب ميقاتي الذي، كما يقول المثل الشعبي، وضع بحصتين للرئيس نبيه برّي في قدرته على المناورة السياسيّة، وأثبت أيضاً كفاءة استثنائية في فنون المسرح، إضافة إلى موهبته في استحضار الأمثال الشعبية.
لقد كانت تلك الصفقة مثالاً إضافياً على نوعيّة الصفقات التي يُجريها أركان السلطة، فإذا نجحت صفقاتهم وبقيت أسرارها طيّ الكتمان كانت أفضل الصفقات وذروة الوطنيّة والأخلاق، وإذا فشلت وانفضح سرّها فهي أنتن الصفقات وأكثرها انحطاطاً وطنيّاً وأخلاقياً.
هكذا أكّد سقوط الصفقة حقيقة السلطة الحالية بوصفها سلطة الغرف السوداء والخناجر المسنونة لا لطعن الخصوم بعضهم بعضاً، بل الحلفاء أيضاً.
مرّة جديدة تأكّد العالم من خلال انطباعات الأمين العامّ للأمم المتحدة عن زيارته للبنان أنّ الانهيار يحصل بعيداً جدّاً عن قلوب وعقول المسؤولين، وأنّ الشروط الجديدة للّعبة السياسيّة باتت أشبه بشروط الحرب الأهليّة التي سرعان ما ينتقل الصراع فيها من الجبهات المتقابلة إلى داخل الجبهة الواحدة، وهذه حال التيار الوطني الحرّ وحزب الله.
إذّاك لم يعد الصراع الرئيسي بين أهل السلطة والمعارضة المشتّتة والضعيفة التي يتلهّى أركانها في صراعاتهم الانتخابية، وقد أصبح بعضهم رائداً في الأعمال الإنسانية يطوف لبنان من شماله إلى جنوبه لتقديم الهدايا لأطفال القرى النائية، وقد بلغ الخلط بين الأعمال الإنسانية والأهداف السياسية أعلى درجاته.
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/391155
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك