نفت عناصر قيادية في شعبة الاستخبارات العسكرية وفرع "المعلومات" التابع لقوى الامن الداخلي في بيروت، وجود "إحصاء حقيقي وشفاف" لعدد الفلسطينيين السوريين الذين لجأوا الى لبنان خلال الاشهر الستة الماضية من "الحرب التي بدأها نظام بشار الاسد على مخيماتهم انطلاقا من مخيمي اليرموك وفلسطين في دمشق وصولا الى مختلف مخيمات المحافظات الاخرى في البلاد"، الا ان هؤلاء القياديين كشفوا لـ"السياسة" أن التقديرات تتراوح بين 50 ألفا و100 ألف فلسطيني دخلوا لبنان خلال الاشهر الستة الاخيرة.
ونقل ضباط في الجهاز الامني اللبناني الرسمي عن قادة فلسطينيين لم يغادروا المخيمات في سورية مع قادتهم الكبار خصوصاً في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"منظمة التحرير"، قولهم ان "الاسد وصهره آصف شوكت قبل مصرعه ومدير الأمن القومي علي مملوك وشقيقه ماهر الاسد وكبار قادة الجيش والاستخبارات، آلمهم انتقال قادة حماس والفصائل الاخرى من سورية الى دول عربية يعتبرونها عدوة لهم مثل قطر ومصر، بعدما قرر هؤلاء القادة "النأي بأنفسهم" عما يجري في سورية، لأن من السخف وقوف الثورة الفلسطينية ضد اي ثورة عربية على الانظمة القمعية الظالمة والمارقة، في الوقت الذي كان قادة العصابات السورية هؤلاء ينتظرون انضمام الفلسطينيين البالغ تعدادهم نحو نصف مليون لاجئ في سورية الى مستنقع البعث الدامي ضد الشعب السوري".
وأكد القادة الفلسطينيون ان السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي "يدير جهازا من العصابات اللبنانية التابعة لأحزاب "حزب الله" و"حركة امل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"البعث" واحزاب درزية بقيادة وئام وهاب وطلال ارسلان، لمهمة التصدي للاجئين الفلسطينيين والسوريين الى لبنان واختطاف البارزين منهم المطلوبين من استخبارات دمشق، واعادتهم بالقوة الى سورية بمساعدة ضباط شيعة في استخبارات الجيش والامن العام والمديرية العامة للامن الداخلي، مقابل رواتب شهرية سخية تدفع لجميع هؤلاء من ايران بواسطة حزب الله".
وكشف القادة الامنيون اللبنانيون لـ"السياسة" ان السفير السوري "حصل اخيراً من احد المتمولين الشيعة في افريقيا بأوامر من حزب الله على فيلا اكتمل بناؤها وتأثيثها للتو في منطقة الدوحة قرب العاصمة بيروت التي تسكنها طبقة ثرية وسياسية لبنانية، وان هذه "الفيلا الهدية" قد تصبح سكن السفير الذي يبدو انه سيطلب اللجوء السياسي الى لبنان متى سقط النظام في سورية مع اعداد كبيرة من قادة النظام السياسيين والعسكريين الذين انشأ قادة "أمل" و"حزب الله" و"التيار العوني" في المناطق الشيعية وبعض المناطق المسيحية شبه مؤسسات لشراء المنازل والعقارات لهم بعدما بدأ بالفعل معظم عائلاتهم التردد على "ممتلكاتهم" الجديدة في لبنان لتجهيزها نهائيا للسكن متى انهار النظام".
ولم يستبعد القادة الامنيون ان يكون بشار الاسد وشقيقه ماهر واقاربه من آل مخلوف "ممن سيهربون الى لبنان سرا او علنا ريثما يكون امنوا لأنفسهم بواسطة حلفائهم الايرانيين والروس والصينيين، أماكن لجوء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك