كتب داني حداد في موقع mtv:
يعود تكتل "لبنان القوي"، المنبثق من التيّار الوطني الحر، عشيّة ذكرى ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠، الى موقعٍ له رمزيّته ومرتبط بجذوره.
غداً، في ١٢ تشرين الأول، يعقد التكتّل خلوةً هدفها "وضع رؤية شاملة وخطة عمل للمرحلة المقبلة في مختلف الملفات المطروحة وطنياً وعلى صعيد العلاقات السياسية بينه وبين الكتل الأخرى كافة. كما الخروج بآلية تنظيمية تفعّل عمل التكتل وحضوره النيابي والحكومي وتساهم في تحقيق وانجاز الأهداف والبرامج التي من أجلها نشأ".
في مثل هذا اليوم، وصل الى الدير نفسه الأب ألبير شرفان، بعد تعيينه رئيساً عليه، برفقة الأب سليمان أبي خليل. وخُطفا من الدير نفسه بعد يومين، أي في ١٤ تشرين الأول ١٩٩٠.
تغيّر لبنان كثيراً منذ ذلك الحين. كانت حروبٌ وكان سلام. وكانت عواصف سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة، الى أن وقع الانهيار الكبير، وقد بتنا فيه نبحث عن مخرج، وبعضنا لا يفعل، بل ينتظر الارتطام.
يزدحم برنامج خلوة التكتّل، الذي أعدّته أمانة سرّه ويحضره أيضاً وزراء سابقون، بالعناوين التي سترسم خريطة طريقه للمرحلة المقبلة. ستستمرّ الخلوة حوالى ١١ ساعة. لا تتصلوا إذاً بأيٍّ من النواب في ذلك النهار.
سيصلّون صباحاً، ثمّ ينشدون النشيد الوطني، وبعدها يلقي رئيس التكتل النائب جبران باسيل كلمة، تتبعها أخرى لأمين السرّ النائب ابراهيم كنعان. لكلٍّ منهما عشر دقائق.
وفي الخلوة خمسة محاور. يتناول الأول الشأن المالي والودائع المصرفيّة، وهو يشكّل مادّةً تناولها التكتل كما "التيّار" مراراً، خصوصاً في العامين المنصرمين، كمثل حملة التدقيق الجنائي واستعادة الأموال المحوّلة الى الخارج وتعاميم مصرف لبنان.
المحور الثاني استكمال للأول. المسألة المعيشيّة والاقتصاديّة. "تكرّ" هنا العناوين: البطاقة التمويليّة، الكهرباء، المحروقات، الدواء، موظفو القطاع العام…
كلامٌ كثير سيقال هنا، في عزّ الأزمات وقبيل الانتخابات. وبعده خبزٌ وملح بين نوّاب التكتّل الذين سيتنافسون، بعد أشهرٍ قليلة، على الأصوات التفضيليّة، وبعضهم "سيأكل الضرب" وقد لا يُرشّح في الانتخابات. قد تكون هذه خلوته الأخيرة.
بعد الغداء وتحلايته، موعدٌ مع مرارة المحور الثالث. العنوان هو "الماليّة العامة والهدر"، وفيه نقاش حول موازنة العام ٢٠٢٢، منظومة مكافحة الفساد، الهيئة وقانون كشف الحسابات والأملاك، الخطة الاقتصاديّة الإنتاجيّة، قانون المنافسة، قانون حماية المستهلك وقانون الدولرة.
ويُخصّص المحور الرابع لانفجار مرفأ بيروت، من التحقيق الى إعادة إعمار المرفأ، من دون أن ننسى رفع الحصانات.
تقترب الخلوة من نهايتها. يقترب موعد الإنتخابات النيابيّة أيضاً، ولها سيُخصّص المحور الأخير للبحث في التعديلات الممكنة على قانون الانتخاب، كما في مسألة انتخاب المغتربين.
بعدها نقاشٌ في التوصيات ثمّ إعلانها، عند الخامسة إلا ربعاً. وقد حُدّد لها نصف ساعة من الوقت، ما يعني أنّها كثيرة.
ليست هذه الخلوة الأولى للتكتل. هي الثانية في ولاية المجلس النيابي الحالي، والخامسة منذ إنشاء التكتل بتسميتَيه الحاليّة والسابقة.
التحديات أكبر اليوم. بعد أسبوعين تقريباً تحلّ الذكرى الخامسة لانتخاب الرئيس العماد ميشال عون. بعد عامٍ سنكون على موعدٍ مع انتخاب رئيس جديدٍ، أو مع فراغٍ جديد. وقبله انتخابات نيابيّة وتحدّي الكتلة المسيحيّة الأكبر.
قد يحتاج تجاوز التحديات الى أكثر من الدقائق الـ ١٥ المخصّصة للصلاة في مستهلّ هذه الخلوة…
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك