ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن "البلد اليوم يعود بشدة لمرحلة الإحباط، بسبب الشلل في دور الدولة وغيابها، وسط طوفان كارثي من الجوع والحاجة والبؤس واليأس الذي طال ناسنا وأهلنا. كل ذلك دون أي دفع معنوي أو إجراءات حلول، على أن الواقع المرّ يفترض انقاذ البلد من هول أزماته، على قاعدة خدمة البلد والناس لا تنتظر، والمرفق العام لا يجوز أن يرتبط بشخص أو بمزاج. في هذا المجال لا يمكن أن ترتبط الوزارة بشخص متفرد، لأن المصالح الوطنية أكبر من كل شخص، والبلد والشعب أكبر من كل المراكز، ومن العيب أن ينتظر الشعب طوابير ليعود الوزير. كذلك المطلوب من أساتذة الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية إنقاذ الموسم الدراسي، والفصل بين حقوقهم والعام الدراسي، وملاقاة وزير التربية، وكفانا تضييعا للأجيال وللجامعة وللمدارس".
وحذر المفتي قبلان "بشدة من لعبة نفط موجود، ونفط مخزن، ومحطات مغلقة، وأفكار تخلط السياسي بالمالي، والمحلي بالدولي، فنحن لا نريد أن يضيع البلد بين الشركات المستوردة للنفط، والشركات الموزعة، وجدول أسعار الوزير، ودون أي مرجعية سلطة وقانون، وكأن البلد غابة، أو كأن القانون فقط على الفقراء والمساكين، حتى في أيامنا هذه الصعبة، والتي يجب أن يطبق القانون فيها على القوي وعلى المتنفذ قبل أن نذهب إلى فقير نريد أن نسترد منه ثمن لقمة خبز".
وطالب قبلان "الحكومة أن تثبت نفسها على صعيد الخدمات العامة، يعني بالمحطات ومخازن الدواء والأفران والنفط والأسواق، في المدارس والجامعات، في منصات الدولار، وليس على الطبقات التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى فئات فقيرة وطبقات منهوبة، وودائع بين أنياب سلطات مالية ونقدية أكلت الأخضر واليابس".
وحذر من أن "كل المعطيات تؤكّد أن لا مساعدات غربية للبنان، وصندوق النقد بلا عواطف وبأنياب سياسية والأولوية عند الغرب للانتخابات، حتى يتمكنوا من حسم هوية البلد على قاعدة محاولة السيطرة على القرار السياسي. بمعنى، البلد الآن وحتى الانتخابات مجرد بازار سياسي، والناس للأسف لا قيمة لها في السياسات الغربية، والأهمية بنظرهم لموقع لبنان في اللعبة الخارجية".
ووجه المفتي قبلان نداءه للبنانيين، بالقول:"اتحدوا على المصالح الوطنية، اتحدوا على رغيف خبزكم ودوائكم ومشتقاتكم النفطية، لأن هناك من لا يهمه جوعكم وعتمتكم ومرضكم ومدارسكم وأسواقكم وجامعتكم وموتكم، صدقوني الطائفية في الحياة المعيشية حرام وكارثة وذبح للناس والبلد، الطائفية هي سرطان هذا البلد، ويجب الخلاص منها، الطائفية حوّلتنا دويلات ممزقة في بلد واحد، وهذا لا يجوز بأي إطار، وهو كارثة على الجميع، والانتخابات على الأبواب، فليكن خياركم وحدة وطنية وعيش مشترك وعدالة اجتماعية ورغيف خبز وأمن وأمان وسحق الطبقة المالية النقدية السياسية التي نهبت ودائعكم وما زالت تلعب بالدولار وجدول الأسعار، وتحتكر كل شيء. وهذا هو المطلوب من الأحزاب والقوى السياسي، فبمقدار ما تكون القوى السياسية قريبة من جوع الناس ووجعها، وحاجاتها وكسر الحصار عنها، نحن معها ويجب أن يكون الشعب من جميع الطوائف معها، وإلا سيتحول البلد إلى مقبرة جوع وبؤس وجريمة وفقر وانتحار".
وأكد قبلان "أن إنقاذ لبنان من سقوطه التاريخي على مرمى حجر في البحر، عبر التنقيب، وهذا ما يجب حسمه، لأن التعويل على واشنطن أو بروكسل يمر بالاستسلام. لذلك من الضروري جدا اعتماد خطوط إنقاذ موازية وعبر الخيار الشرقي، لبدء ورشة إنقاذية على مستوى البنية التحتية، وها نحن أمام عرض إيراني بإنشاء معامل كهرباء، فضلا عن إعادة تعمير المرفأ، والإيراني يقول الإنقاذ الآن، فيما حمائم الغرب وصقوره يقولون أصل التفكير بالإنقاذ بعد الانتخابات، وكالعادة على طريقة الابتزاز السياسي. ومن المعروف عند كل العقلاء أن من يعتمد على الغرب يموت من الجوع. فالانتظار أيتها الحكومة والمماطلة من شأنه تطيير البلد، والخطير جدا أن نترك الإسرائيلي يسرح ويمرح في المناطق البحرية اللبنانية، فيما لبنان مهدد".
وأشار المفتي قبلان إلى أن الحل هو "برفع الصوت، ونزع اليد من الأغلال الغربية وتلزيم شركات نفطية شجاعة بالتنقيب في البحر، لأن الغرب لا يفهم إلا بمنطق التمرد واعتماد البدائل، ولا مصلحة بعد مصلحة الشعب اللبناني، والزمن زمن التحرر لا زمن وصاية وتبعيات، كما تفعل السفارة الأميركية في بيروت والتي تحولت غرفة عمليات انتخابية إعلامية وسط تحشيد سياسي ومالي وإعلامي ولوجستي، الهدف منه احتكار القرار السياسي ومصادرة لبنان، وهذا ما يجب مواجهته. والخيار هو حماية لبنان من السم الأميركي المغمس بالعسل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك