سأل عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة "هل إطلاق الضباط الثلاثة المتهمين بمقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب في عكار هو حلقة جديدة من مؤامرة ضرب السنّة بالجيش وضرب الجيش بالسنّة؟"، مشيراً إلى أن "الإفراج عن الضباط الثلاثة مهين لأهل الشهيدين الجليلين، ومهين لمنطقة الشهيدين المظلومين، ومهين لطائفة الشيخين المغدورين". وأضاف: "لماذا هذا الغباء، ولماذا هذا الاستخفاف، أو ترى لماذا هذا التآمر؟".
كبارة، وفي بيان صادر عنه، لفت إلى أن "كفالة إطلاق متهم بقتل شيخين أصبحت 300 ألف ليرة لبنانية. أي، بالمنطق الاحتسابي، تبلغ نفقة إطلاق متهم بقتل شيخ سني مائتي دولار"، سائلاً: "فلماذا يا هذا، يا من أطلقت متهمين، ولم تحاسب من أمرهم؟". وأضاف: "في ما يسمى بلبنان العدالة هناك مقاييس تكلفة صارت معتمدة للإفراج عن المجرمين: كفالة إطلاق متهم بإحراق مبنى تلفزيون هي مليوني ليرة. وكفالة إطلاق متهم بقتل رائد في سلاح الجو اللبناني هي عشرة ملايين ليرة! وعقوبة متهم بالعمالة للعدو الصهيوني هي الاكتفاء بمدة توقيفه رهن المحاكمة، محسوماً منها بدل خفض السنة السجنية!".
وتابع كبارة: "في ما يسمى بلبنان - السيادة صار طيران الأسد يحلق في أجوائنا، وحكومتنا بكامل مؤسساتها لا تنشر خبر اختراق السيادة جواً، مع أن قيادة الجيش تتحفنا يومياً عبر مديرية توجيهها ببيانات عن خرق للطيران الإسرائيلي المعادي للأجواء اللبنانية"، سائلاً: "طلما أن الخرق هو خرق، والعدو هو عدو، فلماذا تميّز دولتنا خرقاً عن خرق؟". واضاف: "هل لأن الخرق الإسرائيلي يهدد مواطناً لبنانياً جنوبيا هو، من وجهة نظر الحزب المسلح الذي يدير هذه الدولة، أغلى وأهم من المواطن اللبناني الشمالي أو البقاعي؟".
واستطرد كبارة: "لماذا عندما تختطف البحرية الإسرائيلية صياداً جنوبياً تقوم القيامة، وعندما تختطف بحرية الأسد صياداً شمالياً لا يتحرك أحد؟ طالما أن الخطف هو الخطف، فلماذا السكوت عن خطف أهلنا والضجيج عندما يختطف مواطن لبناني آخر من منطقة أخرى؟"، مؤكداً أنهم يدينون كل اعتداء وكل خطف، "ولكن لماذا لا يسمح حزب السلاح للحكومة التي يملكها بأن تدافع عن أهلنا كما تدافع عن شعبه؟". واضاف: "الذي قتل الشيخين، من جهة نظرنا، هو تماماً كالذي قتل السيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب وغيرهما من رجال الدين الأفاضل، فلماذا دم مشايخنا حلال ودم مشايخ غيرنا حرام؟".
واعتبر كبارة أن "الدم كله حرام. القتل كله حرام. والقتلة كلهم أعداء، وليس بينهم من هو أقل عداء لنا من الآخر. هكذا نفهم نحن الأمور، ولكن هناك من يحالف قاتلاً ويٌحِلُ دم ضحيّة، وهذا ما لا نقبله".
وختم قائلاً: "أما تهديدات رئيس كتلة نواب حزب السلاح محمد رعد بأنه سيتم التعاطي بشكل آخر مع اعتراضاتنا على الاعتداءات الأسدية إذا اتخذت مسلكاً رسمياً، فإننا لا نعيرها اهتماماً ونقول له إننا نحن من سيتعاطى بشكل آخر، رسمي وغير رسمي، ليس مع اعتداءات الأسد فقط، ولكن أيضاً مع اعتداءات أتباعه علينا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك