شهد المقر البطريركي الصيفي في الديمان لقاء وزاريا روحيا هاما جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء الى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، ويعتبر اللقاء في شكله ومضمونه سابقة ايجابية على مستوى التنسيق الوطني بين مؤسسة دستورية وطنية هي رئاسة مجلس الوزراء وبين البطريركية المارونية بكل ما يعنيه هذا المقام من قيم روحية ووطنية جامعة.
ويأتي اللقاء هاما لاعتبارين الاول شمالي والثاني سياسي في توقيت هام وصعب ودقيق تمر به البلاد.
جغرافيا اللقاء عقد في جرد من جرود الشمال بعد ايام قليلة من اختتام زيارة هامة للبطريرك الماروني الى عكار والتي امضى فيها اياما في سابقة هي الاولى بدورها، ثم ان الحرص كان واضحا على عقد اللقاء في الديمان لا في بكركي تمسكا بالرمزية الشمالية في هذا الظرف الذي يعيشه الشمال بدء من عكار مرورا بطرابلس، ولا بد ان هذا الظرف طرح على طاولة البحث وحظي بالتاكيد الذي عبر عنه الجانبان مرارا على الاستقرار ورفض العنف وتوفير الاستقرار للناس بعيدا من منطق العشوائية الامنية او نقل المعارك من اي مكان الى الشمال او اي منطقة فيه.
«اللواء» علمت ان الاجواء كانت ممتازة وقد تجاهلت المصادر تماما كلام البعض عن ان اللقاء جاء لتعويض نقص ما في العمل الحكومي طالما ان الحديث كان عن انجازات الحكومة لا عن تقصيرها الذي يساهم البعض في التسبب فيه من خلال التسييس والمبالغة والغلو.
وقالت المصادر لـ«للواء» ان اللقاءات اتسمت بالصراحة والهدوء، سواء خلال الخلوة او خلال اللقاء الموسع الذي يعتبر سابقة هامة على مستوى التعاون، وان الوزراء الذين شاركوا خلال في النقاش قدموا مداخلا سياسية وانمائية ومالية واقتصادية غنية اكدت على ضرورة ابعاد لبنان عن تداعيات الاوضاع في المنطقة.
وقد شرح الرئيس ميقاتي خلال اللقاء الموسع مضمون الخطة الحكومية على المستويات كافة كما تناول بشكل مستفيض الواقع الاقتصادي واكد «يهمنا ان نحافظ على الاستقرار العام لمالية الدولة حرصنا في ذلك على الاستقرار الامني»، واعتبر متابعا «ان بعض الحركات المطلبية لبعض القطاعات مسيسة او تكاد تكون كذلك، في حين ان الحكومة تتعاطى بجدية مع المطالب، الا انها توازن بين المطلوب وبين رغبة الحكومة الصادقة في تلبية المطالب وبين قدرة المالية العامة على ذلك». واكد رئيس الحكومة «ان الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه في لبنان ومقارنة مع دول اخرى لا يزال افضل بكثير من الوضع هناك ولا يبدو الوضع عندنا كما يحاول البعض ان يظهره».
اللقاء تطرق ايضا الى موضوع تملك الاجانب ومسالة تملك الفلسطينيين، وقد حظي النقاش في هذا المجال بكثر من النقاش. وقد جرى التاكيد على مراعاة كل الشروط السيادية الوطنية ومعاييرها. كما ناقش اللقاء الموسع مسالة الحفاظ على الاستقرار وتوفر القرار الجامع بالتوافق مع مختلف الافرقاء على بذل كل الجهد لتوفير الاستقرار الحقيقي، ونوه الجميع بدور الجيش اللبناني وما يقوم به على هذا الصعيد.
رئيس الحكومة والوزراء اكدوا جميعا ان السعي هو التقديم المزيد من العمل والانتاجية وردوا ضمنا على كلام سياسي بامتياز يقول ان الحكومة معطلة وغير منتجة حيث ان الحكومة هذه قدمت انجازات عدة اضافة الى المقررات الحكومية الدورية، وتنفيذ المشاريع منها لصالح مدينة طرابلس ومنها ما هو لصالح البقاع وهذه من المناطق المحرومة، اضافة الى جراة الحكومة على استصدار قانون للانتخابات على اساس النسبية، واقرار الموازنة العامة التي ستسلم اليوم الاثنين الى مجلس النواب، في حين ان البلد بلا موازنة منذ سنوات عدة.
البطريرك الماروني اثنى على جهود الحكومة في هذه المرحلة، كما ابدى اهتماما كبيرا بالملف الاقتصادي وناقش الوزراء بشكل مستفيض في هذا المجال، وعلم انه سيستقبل اليوم وفدا من الهيئات الاقتصادية ويشدد على اهمية التعاون في هذه المرحلة الصعبة وان يراعى الوضع العام.
باختصار بدا اللقاء مناسبة للتشاور وتعزيز التواصل بين الحكم والبطريركية المارونية انطلاقا من الحرص على التواصل مع الجميع بما يخدم الصالح العام.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك