"زادوها" على رئيس الحكومة حسان دياب، على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب استخدامه للمشط لترتيب شعره. ما من مبالغة شبيهة بالسخرية والتعليق على هذه اللقطة إلا مبالغة دياب نفسه في نسبة ما حقّقته حكومته من إنجازات: ٩٧ في المئة.
لو كنت مستشاراً لدياب، لكنت نصحته بتأجيل إطلالته التلفزيونيّة بمناسبة مرور ١٠٠ يوم على نيل حكومته الثقة. كان التأخير، لأيّام، كفيلاً بتأمين نسبة الثلاثة في المئة الناقصة من سجلّ الإنجازات. لا بأس. على الحكومة ووزرائها أن "يشدّوا" حالهم. نريد نقطة كاملة في المرة المقبلة.
والحقيقة أنّ انتقاد الحكومة، ولا تفوتنا الإشارة الى أنّها تضمّ أصحاب كفاءة ونظافة كفّ، يؤلم.
أتت حكومة حسان دياب بعد سلسلة حكومات قامت على تسويات وصفقات و"مرّقلي تمرّقلك". لم تحقّق الحكومات المتتالية أيّ إصلاح، بل أمعنت في الفساد والهدر.
لا يُحسد حسان دياب على ما ورث. ولا يُحسد، أيضاً، على اضطراره لتعداد "إنجازات" لا صلة لغالبيّتها بالواقع.
لقد كنّا ننتظر من دياب، الآتي من خارج نادي رؤساء الحكومات التقليديّين، أن يكون غير تقليديّ في مقاربته لبعض الملفات وألا يقع، كما آخرين، في منطق المحاصصة في التعيينات، وأن يخطو نحو الإصلاح وأن ينقذ رأس البلد بدل أن يضع رأسه في رأس حاكم مصرف لبنان...
يستحقّ لبنان، في هذه المرحلة، ليس رئيس حكومة غير مرتكب فقط، بل رئيساً يحاسب نفسه كلّ يوم، على ما فعله من أجل الناس والبلد.
ونستحقّ، نحن الناس الذين نبحث عن خلاصٍ لوطن، لا عن منصبٍ لزعيمٍ أو انتصارٍ لحزب، رئيس حكومة "من حصّتنا"، يرفض تعطيل التشكيلات القضائيّة وتعثّر التعيينات الإداريّة والكلام عن معمل كهرباء للمسيحيّين ولا يرسل الجيش والقوى الأمنيّة الى منطقة يسقط فيها قتلى كلّما اختلف رجلان على أفضليّة مرور.
دخل تقي الدين الصلح، وكان رئيس حكومة في بدايات الحرب اللبنانيّة على اجتماعٍ لـ "الحركة الوطنيّة"، فبادره أحد زعماء تلك المرحلة بالقول: "ماذا تفعل هنا؟ نحن نمثّل المقاتلين"، فأجابه الصلح: "وأنا أمثّل المقتولين".
كنّا نريد رئيس حكومة يمثّل المقتولين، أي نحن. وكنّا ننتظر أن يستخدم مشطاً من نوعٍ آخر لتنظيف ما ورثه من أوساخ، فانتهى الأمر برئيس حكومة يتعايش مع هذه الأوساخ... وما نخشاه أن يضيف إليها أيضاً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك