قد تكون جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في القصر الجمهوري الإثنين المقبل- إن عقدت- الفرصة الأخيرة لتجنيب اللبنانيين عموماً، والمتنقِّلين على الأوتوستراد الساحلي خصوصاً، يوماً صعباً...
هذا ما يؤكده منظمو حملة "المتن بيتنفس من جل الديب... كمان"، مؤكدين في شكل قاطع أن الثلثاء المقبل في 10 تموز 2012 لن يشبه أي ثلثاء آخر تحركوا فيه، سواء لناحية الحشد الشعبي، أو لناحية مدَّة إقفال الطريق والوسائل المستخدمة لتحقيق الهدف...
الشيخ أحمد الأسير يقفل طريقاً رئيساً في عاصمة الجنوب، من أجل مطالب تعجيزية، ولا أحد يجرؤ على المسِّ به، فلماذا يلوِّحون بفتح الطريق بالقوة هنا؟ يسأل المنظمون، ويتابعون:
عندما اعتقل جهاز رسمي هو الأمن العام متهماً بالإرهاب هو شادي المولوي، قامت الدنيا ولم تقعد في طرابلس، وانتهى الموضوع بإطلاقه، ونقله بسيارة وزير من السجن إلى المنزل.
عندما اعتدى عدد من المسلحين على حاجز للجيش اللبناني في عكار، انتفضت مجموعة من لون مذهبي معين على الدولة وطالبت بطرد الجيش.
عندما أطلق الجيش اللبناني النار على أحد مهربي المخدرات على حاجز المدفون، حرق بعضهم إطارات في بشري وغيرها.
من ضمن مغانمها أثناء سنوات الاحتلال السوري، أدخلت مرجعية معينة مياومي كهرباء لبنان إلى حيث هم بأساليب ملتوية. ولما جاء من يضع حداً للموضوع، ثار هؤلاء، وحطموا أبواب المؤسسة ومكاتبها، وهددوا الموظفين ورئيس مجلس الإدارة، غير أن "ابن مرا" واحد لم يتحرك لردع المشاغبين.
تنقطع الكهرباء ساعة بالزايد أو بالناقص في منطقة ما، فيخرج "ثوار الإطارات" إلى الشارع، ويعطلون معملاً كاملاً في الزهراني.
ينتفض سجناء سجن رومية، أو موقوفون في قصر عدل بعبدا، أو إسلاميون بعضهم شارك في قتل ضباط الجيش وجنوده، فيسارع المسؤولون إلى تلبية مطالبهم.
يعطل وليد جنبلاط خطة الكهرباء، ومن ثم يتظاهر للمطالبة بالتيار. يكذب ويكذب ويكذب، ولا أحد يلكشه حتى ببصقة...
من أجل مطالب سلبية ومذهبية ومخالفة للدستور والقانون، يتحرك كل هؤلاء.
وفي المقابل، ثمة من يلوم أبناء المتن وجل الديب على قطع الأتوستراد للمطالبة بنفق، فقط لأنِّ ثمة طوباوياً في دير على رأس تلة في بلدتهم، يريدون للمؤمنين أن يصلوا إليه للصلاة، ولأن ثمة محلات تجارية مهددة بالإقفال داخل البلدة، يريدون لأصحابها الاسترزاق...
الحجج لم تعد مقنعة... فمطالب أهالي المتن وجل الديب باتت أكبر وأشمال من قصة نفق بلغت حدَّ النفاق. باتت القضية عنوان الإنماء المتوازن أولاً، والمساواة في التعاطي بين المواطنين ثانياً، ورفض تهميش مطالب شعب المسيحي ونواب قضاء مسيحي ووزراء تكتل هو الممثل الوحيد للمسيحيين في مجلس الوزراء الحالي.
قضية المتن وجل الديب، باتت قصة ضمير وأخلاق قبل أي شيء آخر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك