حققت «المقاومة الإسلامية» إنجازا أمنيا جديدا في حربها الأمنية المفتوحة مع الجيش الإسرائيلي، حيث تمكنت من إحباط خرق تجسسي إسرائيلي على شبكة اتصالاتها السلكية في منطقة الزرارية ـ ارزاي في قضاء الزهراني.
وأعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان لها أمس، انه «في إطار عملها المستمر لمكافحة التجسس الإسرائيلي، تمكنت من اكتشاف جهاز تجسس إسرائيلي على شبكة الاتصالات السلكية للمقاومة في منطقة الزرارية، فقام العدو إثر ذلك بتفجيره عن بعد، حيث لم يُصب أحد بأذى نتيجة حيطة وحذر فنيّي المقاومة».
ولفتت المقاومة الانتباه إلى أن «محاولة التجسس التقني للعدو والتي أحبطتها المقاومة تأتي في إطار الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على منظومة الاتصالات، وهو ما يشكل انتهاكاً للسيادة ومحاولة لاستباحة أمن اللبنانيين وسلامتهم».
وخلص بيان المقاومة إلى «تأكيد استمرارها في مواجهة مخططات العدو واعتداءاته على أمن وسلامة لبنان ومقاومته».
وصدر عن قيادة الجيش اللبناني البيان الآتي: «عند الساعة الخامسة والربع من بعد ظهر يوم امس، وعلى اثر حصول عدة انفجارات بين بلدة الزرارية وارزي، توجهت قوة من الجيش الى المكان وفرضت طوقا أمنيا حوله، كما حضر الخبير العسكري وتبـين ان الانفجارات ناجمة عن قيام العدو الاسرائيلي بتفجير ثلاثة اجهزة تنصت مفخخة عن بعد وقد بوشر التحقيق بالحادث».
ويأتي إنجاز المقاومة، تتويجا لسلسلة إنجازات مماثلة للمقاومة، كان آخرها اكتشاف خرق اسرائيلي على شبكة اتصالاتها بين بلدتي صريفا وديركيفا في قضاء صور وقام العدو بتفجير الجهاز المكتشف بواسطة طائرة استطلاع اسرائيلية، وقبله إحباط خرق مماثل في وادي القيسية بالقرب من مجدل سلم، فضلا عن إحباط خرق من النوع ذاته في وادي العنق بين بلدتي حولا وميس الجبل في قضاء مرجعيون، من دون إغفال واقعتي الباروك وصنين حيث أحبطت المقاومة عمليتي تجسس وتنصت بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
واللافت للانتباه أن هذه العملية الاسرائيلية الأولى من نوعها في الجنوب خارج منطقة جنوب نهر الليطاني، اذ ان الجهاز زرع على بعد حوالي 300 متر شمال نهر الليطاني باتجاه بلدة الزرارية، خارج منطقة جنوب الليطاني.
وقال مصدر أمني واسع الاطلاع لـ«السفير» ان الخرق الجديد يقع في «خلة الورق» الواقعة بين بلدات الزرارية والحلوسية وبدياس، وهي تبعد أقل من كيلومتر من موقع لقوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب.
وأشار المصدر الى انه تم اكتشاف الخرق، في ساعة متأخرة من ليل امس الأول، وذلك خلال قيام المقاومين بعملية كشف دورية على الشبكة تلقوا خلالها إشارات حول وجود جسم غريب وذبذبات صادرة من المكان، مماثلة لتلك التي سبق والتقطوها في حالات سابقة.
وقال المصدر: «في الوقت الذي اتخذ فيه المقاومون إجراءات معينة لملاحقة الاشارات وتبيان موقع الجهاز وماهيته، بعد ظهر أمس، سارع العدو الاسرائيلي الى تفجير الجهاز والارجح عبر طائرة استطلاع تزامن تحليقها مع لحظة التفجير ومع مواكبتها بتحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء المنطقة نفسها. وأدى تفجير الجهاز الى اندلاع حرائق في المنطقة، والى احتراق عدد من كروم الزيتون، كما أدى في جانب آخر الى تفجير عدد من القنابل العنقودية في المنطقة».
وقد فـُرض طوق امني مشدد حول المكان، فيما حضرت قوة من مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وقامت بمسح شامل للمنطقة التي تم فيها اكتشاف الجهاز الاسرائيلي.
وتبيّن ان الجهاز المكتشف ينتمي الى عائلة الاجهزة ذاتها التي سبق للمقاومة ان اكتشفتها في السابق، بفارق ان هذا الجهاز الحالي يفوق الاجهزة المكتشفة سابقا من حيث الضخامة.
وتبين أن الجهاز المكتشف كان موزعا على ثلاث نقاط وفق ما تبين بعد تفجيره والحفر الثلاث التي أحدثها التفجير، النقطة الاولى، تحوي جهاز التنصت على شبكة اتصالات المقاومة والنقطة الثانية تحوي المخزِّن، وهو عبارة عن عشرين صندوقا تحوي بطاريات ضخمة تؤمن تغذية جهاز التنصت وجهاز الارسال بالطاقة ولفترة زمنية طويلة الامد تزيد عن الخمس سنوات.
وأما النقطة الثالثة، فتقع على تلة تبعد مسافة أمتار كان مثبتا فيها جهاز الارسال في اتجاه مواقع جيش العدو وكذلك في اتجاه طائرات الاستطلاع المعادية. ويربط في ما بينها جميعا «كابل عريض» يزيد طوله على ثمانين مترا، مخفي تحت الارض بعمق نحو متر، وقام فنيو المقاومة بتفحص الجهاز المكتشف والكابل المذكور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك