كتب جو رحّال في "النهار":
في بلد مثل لبنان، حيث تتنوع المكونات الاجتماعية والطائفية، تبرز العلاقة الفريدة بين الجيش اللبناني والشعب كعاملٍ رئيسي في استقرار الوطن وأمنه. وهذه العلاقة ليست مجرد نتيجة للأطر القانونية التي تحدد دور الجيش في المجتمع، وإنما هي نتيجة النهج الذي اتبعه جيشنا منذ تأسيسه، والمبادئ التي ارتكز عليها في أدائه لمهماته، وقد انعكس ذلك على صورته لدى المواطنين كتجسيدٍ لوحدة الوطن، ورمز لسيادته وحامٍ لأمنه، ولنظامه الديموقراطي. وهو إلى ذلك لم يكن في يوم من الأيام أداة قمع أو ترهيب للمواطنين، وإنما كان دائماً المؤسسة التي إليها يتطلعون في الأوقات الصعبة، فيجدونها إلى جانبهم.
الثقة حجر الزاوية
يمثل الجيش اللبناني بالنسبة إلى اللبنانيين رمزاً للثقة والأمان بعيداً عن التوجهات السياسية والطائفية، وهم ينظرون إليه كمؤسسة جامعة تقف على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل بجدٍ ومناقبية لحماية الوطن، والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها. وإن كانت الثقة التي تحوزها هذه المؤسسة نتاج عقود من التضحيات، فهي ترسخت في السنوات الأخيرة بفعل ما أظهرته المؤسسة العسكرية من قدرة عالية واستثنائية على مواجهة الأزمات، وهذا ما حدا باللبنانيين مقيمين ومغتربين إلى الوقوف إلى جانبها، وكانت النتيجة أنموذجاً رائعاً من التكامل بين الجيش ومجتمعه.
دور الجيش في الأزمات: السند والدعم
عندما تحلّ الأزمات والكوارث الطبيعية، يكون الجيش اللبناني دائماً في الصفوف الأمامية. ومن خلال عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية، يُظهر الجيش وجهه الإنساني ويعزز روابطه مع الشعب. في مثل هذه اللحظات الحرجة، يصبح الجيش لا مجرد قوة عسكرية، بل سنداً وداعماً للمواطنين أيضاً.
الأمن والاستقرار: البيئة المثالية للتنمية
وجود الجيش اللبناني في مختلف مناطق البلاد يسهم في خلق بيئة آمنة ومستقرة. هذا الاستقرار هو الأساس الذي تقوم عليه التنمية الاقتصادية والاجتماعية. المواطنون يشعرون بالأمان، ما يشجعهم على الاستثمار في مشاريع تُسهم في دفع الاقتصاد وتوفير فرص العمل. الجيش هنا ليس فقط حامياً للوطن، بل هو محركٌ للتنمية
أيضاً.
الوحدة الوطنية: الرمز والمثال
في صفوف الجيش اللبناني، تجد التنوّع بكل أشكاله. أفراد الجيش يأتون من جميع أنحاء البلاد ومن مختلف الطوائف، ما يجعل الجيش رمزاً للوحدة الوطنية. وهذا التنوع يعزز الروح الوطنية ويقوّي تماسك النسيج الاجتماعي، مؤكداً أنّ لبنان، رغم تنوعه، يستطيع أن يكون موحَّداً وقوياً.
التعاون المجتمعي: الجيش بين الناس
لا يقتصر دور الجيش على المهمات العسكرية فقط. فهو يشارك في عديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتعليمية، مما يعزز من تواصله مع المجتمع. هذا التفاعل المستمر يبني جسوراً من التفاهم والتعاون، ويجعل الجيش جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطنين اليومية، ما يُتيح له أن يؤدّي دوراً محورياً في التنشئة الوطنية وترسيخ الانتماء الوطني.
التصدّي للتهديدات: حامي السيادة
في وجه التهديدات الأمنية، سواء كانت داخلية أو خارجية، يقف الجيش اللبناني مدافعاً عن سيادة الوطن. ولئن كانت الإمكانيات المتوافرة له غير متوازنة مع حجم الأخطار التي يواجهها، فهو لطالما عوّض نقص الإمكانيات بفائض الشجاعة والكفاءة والالتزام، وهذا ما خبره اللبنانيون في محطات كثيرة، من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة . في الختام، العلاقة بين الجيش اللبناني والشعب ليست مجرد علاقة تقليدية تقوم على الأطر القانونية فقط، بل هي علاقة تقوم على روابط رسختها الثقة وعززها التعاون المستمر. هذه العلاقة الإيجابية تسهم في بناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للبنان، وتعزز مكانة الجيش كركيزة أساسية في المجتمع اللبناني، وكضمانة لوحدته واستقراره.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك