نحن شعب لن يتقدّم "فشخة" واحدة، إن كنّا سنتّهم أولاً وثانياً وثالثاً وألفاً دولتنا العتيدة بوجودنا في مستنقع نتن الرائحة وبشع المنظر. فأيّها اللبنانيون، قبل رمي مسؤوليكم بالحجارة، تطلّعوا بأنفسكم، حاسبوا أخطاءكم وأصلحوا عوراتكم كي تصلحوا وطناً، إن تمكّنتم... و"معليش"، تابعوا القراءة، فالسطور الآتية فاضحة بحقّكم!
كنت أمارس الرياضة على كورنيش بيروت، وفوجئت بنظافة ممرّه الطويل الذي يغدو يوماً بعد يوم منفساً في عاصمة الباطون التي كانت يوماً غابة صنوبر كبيرة. وفوجئت أيضاً بقرار بلدية بيروت بمنع تجمّعات الأركيلة والأكل والموسيقى المزعجة على الرصيف النظيف، فابتسمت وشعرت لبرهة من الزمن... أنّنا سنتطوّر!
كنت أمارس الرياضة على كورنيش بيروت، وفوجئت بنظافة ممرّه الطويل الذي يغدو يوماً بعد يوم منفساً في عاصمة الباطون التي كانت يوماً غابة صنوبر كبيرة. وفوجئت أيضاً بقرار بلدية بيروت بمنع تجمّعات الأركيلة والأكل والموسيقى المزعجة على الرصيف النظيف، فابتسمت وشعرت لبرهة من الزمن... أنّنا سنتطوّر!
كلّ شيء بدا ممتازاً، الى أن قرّرت التقاط بعض الصور للبحر والبيوت. وما أن اقتربت من الصخور البحرية، حتّى صُدمت بمنظر الأكياس الملوّنة الآتية من مختلف المحال التجارية، وقناني المياه وصحون الحمّص بالطحينة البنيّة اللون، والأكواب البلاستيكية...
فيا أيّها المواطن "المتذاكي"، قل لي ما هو سرّك؟ أوليست المشكلة فيكم أنتم الذين لا تحترمون قانوناً ولا تقدّرون طبيعة ولا تأبهون لبحر أصبح المتّسخ الأكبر والأقرف على المتوسّط بسببكم؟ نعم بسببكم!
فأنتم من صوّت لمن يجهل انتقاء الخيارات الأفضل، ويرفض عروض الدول المغرية لشراء "زبالتنا". أنتم من أعطاهم السلطة لطمر النفايات، وحرقها، ورميها في الأنهر التي اختنقت وخنقتنا من رائحتها.
وأنتم، نعم أنتم، من تتطلّعون يميناً ويساراً، إن تطلّعتم، فترمون نفاياتكم تحت هذا الكورنيش الجميل، وحول صخرة الروشة التي "لعنت ساعة غرسها في بيروت بسببكم".
نعم أنتم، من تفتحون نوافذ سيّاراتكم وترمون النفايات على الأوتوسترادات، ذهاباً وإياباً، من الشمال الى الجنوب، من شرق لبنان الى غربه...
أنظرتم يوماً الى جانب طريق المدفون، وطريق جونية بامتدادها من الكازينو الى نهر الكلب؟ من سهل البقاع الى القلعة الجميلة؟ يا للقرف... يا لقرفكم!
أنتم من يلوّث لبنان قبل حكّامكم.
أنتم من يخجل لبنان بأن تكونوا له، خاصيّته، أبناءه، أحبّاءه!
يا لعاركم!
إخجلوا من أنفسكم، أنتم من وسّخ طبيعتنا الجميلة، أنتم الشعب الذي قال عنه الراحل ملحم بركات "صار بدنا حريق"، أنتم من اغتصب النظافة والطبيعة وشوّه بطمعه البلد الأخضر الجميل... أنتم من بالفعل "قرّفتونا"!
وسامحوني أيّها اللبنانيون المحترمون، لكنّ الكيل طفح!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك