زار وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي في بيروت يرافقه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر. وكانت جولة تفقدية على قسم الحروق والجرحى الذين يتلقون العلاج في القسم بحضور المديرة العامة للمستشفى الأخت هادية أبي شبلي والمدير العام البروفسور بيار يارد.
وفي كلمة له، لفت الأبيض إلى أهمية قسم الحروق في مستشفى الجعيتاوي كونه المركز الأول والأساس في لبنان لمعالجة الحروق، مشيرًا إلى الرعاية النوعية التي يحصل عليها المرضى والجرحى في هذا القسم والمستوى الواضح من البذل والتفاني. وتوجه بالشكر لمستشفى اللبناني الجعيتاوي الذي لم يتردد في توسيع القسم متجاوبًا مع طلب وزارة الصحة العامة وذلك بالرغم من العبء الكبير إلا أن المستشفى أثبت أنه يضع مصلحة المجتمع والمواطن في الأولوية.
كما نوه وزير الصحة بالدور المهم الذي يقوم به مستشفى الجعيتاوي الجامعي الخاص والذي لا يبغي الربح في تقديم الخدمات الطبية اللازمة على غرار غيره من المؤسسات الإستشفائية الخاصة إلى جانب القطاع الإستشفائي العام ووزارة الصحة العامة.
وقال إن الرعاية العالية الجودة تتطلب كلفة معينة ومن واجب وزارة الصحة العامة والشركاء الدوليين تأمين الدعم اللازم للمراكز المتخصصة والمستشفيات كي تتمكن من الإستمرار في القيام بواجباتها تجاه أهلها خصوصًا في هذه الأزمة التي يمر بها لبنان. ولفت وزير الصحة إلى أن المساعدات التي تم تقديمها للمستشفى أٌقل بكثير مما تحتاج إليه بالفعل، مضيفا أن هناك وعدًا بتقديم الدعم لهذا المستشفى ولمجمل القطاع الصحي كي يتمكن من تأدية واجباته.
وتابع وزير الصحة العامة أن الزيارة كانت مناسبة لإثارة موضوع الإعتداءات التي يتعرض لها القطاع الصحي حيث فاق عدد الشهداء 180 فيما اضطرت مستشفيات للإقفال أو للعمل بشكل جزئي بما ينافي كل القوانين الإنسانية ومعاهدات جنيف. وقال إن مساعدة الأمم المتحدة للقطاع الصحي في لبنان ممكنة عبر حث المجتمع الدولي على القيام بواجباته في حماية الزملاء العاملين في هذا القطاع بما يستجيب طلب لبنان في الشكوى المقدمة في هذا المجال إلى مجلس الأمن الدولي. كما يمكن للأمم المتحدة الدفع باتجاه وقف إطلاق النار والعمل على التطبيق الفوري للقرار 1701 وممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل للتوصل إلى تطبيق هذا القرار الذي يوفر الكثير من المخاطر والأذى الذي يتعرض له المدنيون ومعهم العاملون الطبيون والصحيون.
بدوره، لفت ريزا إلى المستوى الإستثنائي من الرعاية التي يتم تقديمها في المستوى، مشيرًا إلى أن النظام الصحي في لبنان أظهر قدرة كبيرة على مواجهة الأزمة الراهنة والتي لم تكن متوقعة بهذا الحجم والتي تلت جملة أزمات. ونوه بالشراكة الجيدة بين المستشفيات الجامعية ووزارة الصحة العامة مشيرًا إلى أن ذلك يشجع على زيادة الدعم من قبل المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة. ووجه التحية للعاملين الصحيين الذين قدموا حياتهم في سبيل تقديم الرعاية داعيًا إلى الحاجة لوقف النار، ومؤكدًا أنه في الإنتظار يجب التأكد من أن الرعاية الصحية الجيدة تقدم لمن يحتاج إليها.
من جهته، قال أبو بكر إن ما يقوم به مستشفى الجعيتاوي مثال جيد على دور القطاع الخاص في تقديم المساعدة في ظل الأزمات. وهذا الأمر أظهره القطاع الصحي الخاص أيضا في خلال كارثة مرفأ بيروت. أضاف ممثل منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في لبنان يواجه الكثير من التحديات وهو قادر على التغلب عليها بالتعاون بين مختلف شرائحه. وأكد أن منظمة الصحة العالمية ترفع الصوت للدفاع عن النظام الصحي في لبنان وحماية العاملين الصحيين، مضيفا أننا سنحاول السعي لتلبية الحاجات الموجودة وتقديم الدعم في ظل التحديات الكثيرة.
كذلك كانت كلمة للبروفسور يارد لفت فيها إلى أن مهمة المستشفى هي خدمة جميع اللبنانيين من دون أي تفرقة. وقال إن قسم الحروق تم توسيعه بناء على خطة الطوارئ التي وضعها وزير الصحة العامة وذلك بزيادة عدد الأسرّة من 9 أسرّة إلى 25 سريرًا، وقد تم استقبال حوالى 40 شخصًا مصابين بحروق بالغة لا يزال قسم كبير منهم يتلقون العلاج في المستشفى. وتوجه بالشكر للفريق الطبي والتمريضي الذي يقدم الخدمات في المستشفى لأنها تتطلب الكثير من الصبر والخبرة والعلم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك