كتب كبريال مراد في موقع mtv
أكثر من ٢٥٠٠ شهيد و١٢١٠٠ جريح، و1097 مركز إيواء. بلدات دمّرت، أحلام ضاعت، عائلات نزحت، خسائر اقتصادية بالمليارات، والنزيف مستمرّ.
تقول المؤشرات إنّ الحرب مستمرّة، لأسابيع، وربما لأشهر. والمساعي الديبلوماسية الدائرة لا ترتقي الى المستوى الذي يمكن التعويل عليه لتحديد موعدٍ للخروج من جهنّم النار والبارود.
صحيح أنّ المواقف المعلنة تعوّل على الورقة الفرنسية الأميركية لوقف النار، لكن الكلام غير المعلن يؤكد أن القرار حالياً بيد اسرائيل، وبيد بنيامين نتنياهو تحديداً.
فالرجل الذي بات في نهاية حياته السياسية، ليس لديه أي شيء ليخسره اذا ما واصل حشد جيشه على الحدود الشمالية، وتوجيه المسيّرات والطائرات الحربية لإحداث مزيدٍ من القتل والدمار في لبنان.
لا بل أنّ المعلومات السياسية غير متفائلة من إمكان ضبط جنوح رئيس وزراء اسرائيل نحو مزيدٍ من سياسة الأرض المحروقة.
حتى أنّ العارفين بكواليس الأمور، لا يتوقعون أن يكون موعد استلام الرئيس الأميركي الجديد لمقاليد الحكم، بعد ١١ أسبوعاً من موعد انتخابه في الخامس من تشرين الثاني المقبل، كافياً لإقناع اسرائيل بأن وقت الحرب انتهى ولا بد من سلوك طريق الحلول السياسية والاقتصادية. ويذهب هؤلاء حتى الى رسم سيناريو "قبّ الباط" أو فترة السماح الإضافية الى حين تشكيل الرئيس الجديد لفريق عمله مطلع ربيع ٢٠٢٥.
القرار بيد اسرائيل للأسف. وحزب الله الذي اتخذ قرار فتح جبهة الاسناد، لا يملك قرار وقف الحرب. وما يقوم به حالياً هو محاولات الصمود و"توجيع" الجيش الاسرائيلي، عسى وعلّ الميدان يقرّب موعد وقف النار.
في الأثناء، تزداد أزمة النازحين ضغوطاً وحاجات ومتطلبات… ومخاوف من الآتي، في حال طالت الأزمة. واذا كان ايقاف حمام الدم خارج القرار اللبناني، فبيدهم بالطبع "الحفاظ على ما تبقى" من خلال السعي الجدّي لردم الهوة بما يسمح بإنضاج انتخاب رئيس للجمهورية.
فانتخاب الرئيس ضروري لإعادة تكوين المؤسسات وتفعيل الدولة وتمثيل لبنان في المحافل الدولية برئيسٍ وحكومةٍ شرعية مكتملة المواصفات. فهذا الاستحقاق ليس ترفاً أو استراحة لمن سيتسلّم المنصب، بل تعباً ومواجهةً واتخاذاً للقرارات، وإسهاماً في انطلاقة استعادة الدولة… فهل يتّخذ اللبنانيّون القرار؟ أم سيستمرّون في الانتظار؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك