أحيا أهالي شهداء وضحايا تفجير التليل الذكرى الثالثة في موقع الجريمة، التي اودت بحياة أكثر من ثلاثين ضحية واكثر من سبعين جريحًا.
شارك الى جانب الاهالي مفتي عكار الشيخ زيد زكريا ممثلا بالشيخ محمد عوض مرعب ونقيب المحامين سامي الحسن ممثلا بالاستاذ محمد خشفة، وحشد من فاعليات المنطقة وأبنائها.
بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن ارواح الشهداء، ألقى الاستاذ طه كوجة كلمة اهالي شهداء وضحايا تفجير التليل، أمل فيها أن "نُنهي قسماً من جراحنا بالحصول على حقوق أبنائنا واولادنا، كما كنا نأمل من القضاء أن ينصف اولادنا واحبابنا بمحاسبة المُجرمين وجميع المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء".
واستنكر "المماطلة في انهاء المحاكمة"، قائلًا: "كفاكم لا تحرقونا مرةً ثانية، فما زلنا نثق بالقضاء الذي سيحقق العدالة لاولادنا، ولن نتازل عن دماء اولادنا، ونطالب الدولة بتعيين قاض مكان القاضي جمال الحجار لكي تُستأنف المحاكمات المتوقفة منذ عشرة أشهر".
وألقى خشفة ممثلا نقيب المحامين كلمة قال فيها: "بمثل هذا اليوم ومنذ ثلاث سنوات، فجعت عكار بأسرها بانفجار خزانات الوقود المأساوي، والذي خلف عشرات الضحايا من جرحى وشهداء قضوا نحبهم وهم يسعون وراء حاجة تؤمن لهم سبل التنقل لتلبية متطلباتهم الحياتية والعائلية، هم ذهبوا ولم يرجع خبر عودتهم لعوائلهم، لأن القدر عاجلهم على حين غفلة بصلة فاعل قبل أن يحققوا مرادهم".
وأضاف:" أن هذا اليوم يذكرنا بحجم الألم والمدمر والفاجعة الكبرى التي أودت بحياة فلذات اكبادكم نتيحة الإهمال والتقصير ما يزيدنا احساسا بالمسؤولية وإصرارًا لمواصلة السعي الدؤوب لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين مهما طال الزمن، ولا يسعنا إلا أن نعبر لكم عن عميق حزننا وأسفنا على الأرواح التي زهقت والأسر التي فجعت بفقدان عزيز من جراء ذلك الحادث الأليم".
وأردف: "من هذا الإطار الجغرافي الحزين، أود أن أؤكد لكم أن نقابة المحامين بمجلسها ونقيبها الاستاذ سامي الحسن ستبقى الحصن الحصين لاحتضان قضيتكم المحقة بقوة وحزم، وهذا واجب علينا وحق لكم لأجل تحقيق العدالة المنشودة، لقد كانت نقابة المحامين وستظل دائما منبرا للحق وملاذا لكل مظلوم، فهي اليوم تشارككم هذه الوقفة التضامنية، ليس احياء لذكرى أحباء فقدناهم وحسب وانما تأكيدا على التزامها المستمر برسالة العدالة واحقاق الحق وانصاف اهالي الضحايا وكل متضرر وانزال اشد العقوبات بمن تسبب أو قصر أو أهمل ، فالعدالة آتية لا محال".
أضاف خشفة: "أيها الجمع الكريم والأهالي المفجوعين، إن عدم اكتمال هيئة المجلس العدلي و التأخر بالقضية حتى الآن هو أمر لا يمكن أن تتغاضي عنه، فالقضية قائمة في وجداننا وستظل كذلك حتى يتم الفصل بها بشكل كامل وعادل، وأقول لأسر الضحايا لن تكونوا وحدكم في هذه الطريق، فنقابة المحامين معكم حتى الانتصار لدماء شهدائكم ووجع جرحاكم وحرقة قلوب أمهاتكم، وبهذه المناسبة الأليمة نناشد رئيس مجلس القضاء الأعلى ومعالي وزير العدل باسم أسر الضحايا وكل من يسعى إلى تحقيق العدالة في هذا الوطن إيلاء مسألة اكمال هيئة المجلس العدلي الأولوية التي يستحقها لإثلاج صدور أهالي الضحايا المفجوعين، ذلك اننا ندرك حجم التحديات التي تواجهها العدالة في ظل الأوضاع الراهنة، لكننا نؤمن أن قضايا بهذا الحجم والمستوى من الخطورة تستدعي أن تحظى بأولوية قصوى ولأن اكمال هيئة المجلس العدلي ليست فقط مسالة إدارية إنمّا هي مطلب انساني ووطني بالغ الأهمية ، فتسريع العمل بهذه الخطوة سيساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالقضاء، ويؤكد التزام الدولة حماية حقوقهم وضمان عدم الإفلات من العقاب".
بدوره أكد الشيخ محمد عوض مرعب ممثل مفتي عكار احقاق الحق، قائلا: "إنّ تحقيق الأمن للشعب من واجب الدولة، وان ما حصل هنا في هذا الموقع كان بسبب الامن الغذائي، حيث كان الضحايا يسعون وراء لقمة عيشهم، ومن واجب الدولة ايضا تأمين العدل بين الرعية وهو اساس كل دولة، لذلك لن نتخلى عن العدل والامن بكل أشكاله وحقنا في المطالبة بهما، فالامن لا يسود الا باحقاق الحق بين الناس، ولن تبرد دماء الثكالى ولن تجف دموع الايتام الا بإحقاق الحق ومحاسبة الظالم، فبدون ذلك ينتشر الفساد والخراب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك