كتب شادي هيلانة في وكالة "أخبار اليوم":

فشلت أنظمة ما تُسمى بـ"القبة الحديدية" في التصدي لعشرات الصواريخ التي أطلقها "حزب الله"، ليل الاحد، من جنوب لبنان نحو أهداف إسرائيلية في "نهاريا" في الجليل الغربي، على الرغم من الأموال الطائلة التي صُرفت على تطوير المشروع الدفاعي، الأمر الذي بدأ يُقلق القيادة العسكرية والسياسية في "تل ابيب" من أنّ ردّ الحزب على إغتيال القيادي فؤاد شكر قد يكون مصحوباً هذه المرة بضربات صاروخية كبيرة، في محاولة لإرباك الدفاعات الاسرائيلية.

وفي وقت تعيش المنطقة في سباق بين التأهب العسكري والإستنفار الديبلوماسي، يرجح باحث متخصص بالتكنولوجيا العسكرية، أنّ واحدة من اسباب الفشل التي تعانيه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، هي الخطوة التي إتخذها الحزب المتمثلة بتضليل المنظومات الإسرائيليّة على طول الحدود، عبر تدمير أنظمة التحذير والمراقبة والرادارات، الامر الذي نجح بشكل لا لبس فيه بتعطيل عمل القبة الحديدية.

ويقول، في حديثه الى وكالة "اخبار اليوم"، أولاً أن الأمر لا يتعلق فقط بأن تعترض صاروخاً حربياً هجومياً، بل يجب أن تقابله رأساً برأس، فإنهُ من الواجب أن تُدمِر الرأس الحربي المُتفجِر الخاص بالصاروخ والموجود في مقدمته، اما إذا ضربته ضربة جانبية فإنك قد تُسقطه لكنه سيظل قابلاً للانفجار، بالتالي سيستمر الصاروخ المُعترض في السقوط إلى الأرض وينفجر.

ثانياً، في المنطق الدفاعي الاسرائيلي، الذي يشير الى أنّ نظام القبة أثبت نجاحاً خلال السنوات الماضية في تعزيز أمن اسرائيل، بحيث تدَّعي معدل إعتراض قدره 90%، لكن ليس من الواضح ما الذي يقصده الإسرائيليون هنا بالاعتراض، قد يكون إحتمال اعتراض الطلقة الواحدة بنسبة 50%، او حتّى 75%، يعني ذلك أنك تحتاج الى صاروخين لاعتراض صاروخ واحد، فالتعريف الوحيد المنطقي - وفق الباحث عينه- للاعتراض في هذه الظروف هو تدمير رأس الصاروخ الحربي.

الى ذلك، يعتمد الدفاع الجوي الإسرائيلي على مجموعة من المنظومات الدفاعية التي تشكل نظاماً متعدد الطبقات. أي إن كل تهديد له منظومة صاروخية مخصصة، فالقبة الحديدية Iron Dome)) مصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية.

امّا منظومة مقلاع داوود David's Sling))، المعروفة باسم "العصا السحرية"، مصممة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، فيما منظومة السهم Arrow))، التي تشمل Arrow 2 وArrow 3 مخصصة للصواريخ البالستية الطويلة المدى.