جاء في "اللواء":
لم تستخف مصادر لبنانية واسعة الاطلاع بالكلام التصعيدي لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في حفل عسكري، من عزمه على تحقيق ما يُسمّيه "بالنصر" والسحق، واستئناف الحرب، وانعكاساته السلبية على المفاوضات الجارية للتفاهم حول المرحلة الأولى من "صفقة تبادل" للأسرى والمحتجزين لدى "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.
وتخوّفت المصادر اللبنانية من عودة إلى مربع التصعيد، وقتل الفرصة التي راهن عليها كثيرون، وكانت دوائر رسمية لبنانية اعتبرت أنها تفتح الطريق أمام تهدئة في الجنوب، وتؤسس لاستقرار لبناني، وتمهّد للعودة إلى تزخيم الاتصالات في الخارج والداخل لانجاز الاستحقاق الرئاسي، والاندفاع باتجاه معالجات مختلفة للازمات المتراكمة، والآخذة بالضغط على حياة اللبنانيين، والتي تؤشر الى تفاقم الضغوطات الحياتية، مع الارتفاع الجنوني في أسعار الخدمات العامة، مع بروز مؤشرات سلبية وربما قاتمة لعجز الدولة عن توفير الحلول، سواء عن اختفاء مياه الشفة من المنازل، مع ارتفاع درجات الحرارة، وإطلاق يد "السترنات" لتعبئة المنازل العطشى بأسعار جنونية، والأمر عينه ينسحب على الكهرباء، التي ارتفعت فاتورة تحصيلها بالدولار، عبر الاستجابة لشروط ومطالب مؤسسة كهرباء لبنان، من دون جدوى يعوّل عليها، في ظل لهيب أسعار الاشتراكات عبر المولدات، ناهيك عن بروز قوة اعتراضية، على مشاركة الدولة في النقل المشترك، عبر الباصات الفرنسية، التي وضعت في الخدمة أمس، وداهمتها "عصابات" الباصات الخاصة لمنعها من العمل تحت طائلة التصدي لها وتعطيلها، من دون أن تُقدم الدولة أو الجهات الامنية على أي خطوة لاجمة، أو رادعة لهؤلاء الذين يتصرفون، وكأن البلاد تعيش في غابة، لا سلطة فيها ولا قانون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك