شدّد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين على أنه "إذا أردنا أن نقارن اليوم بين الرجال والنساء والأطفال والمقاومين الموجودين في غزة، سنجد فئة من الناس متماسكة وقوية ومتينة تعرف ماذا تريد، وهي جاهزة للتضحية إلى آخر الطريق، بينما إذا نظرنا إلى الكيان الصهيوني، سنجد قادة سياسيين وعسكريين ضائعين وتائهين لا يعرفون ماذا يفعلون، وإن كانوا يمتلكون القدرات الكبيرة العسكرية وطائرات وقذائف القتل والدبابات والصواريخ المتطورة، ولكن متى كانت الطائرات والصواريخ والتكنولوجيا قادرة على حسم المعركة مع الأقوياء كما في غزة، وبالتالي، لا يمكن لهذه الطائرات ولا للدبابات ولا للصواريخ ولا للتهويل ولا للإعلام ولا للكذب ولا للخداع أن يحسم المعركة في غزة".
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيدين على طريق القدس كميل سويدان وحسين باجوق في حسينية بلدة برج الشمالي، في حضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين حسن فضل الله وحسن عز الدين، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في الحزب عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشد غفير من الأهالي.
ورأى السيد صفي الدين أن "التاريخ سيسجل بأن نهاية القوة والقدرة والتفوّق الإسرائيلي كان على يد "نتنياهو"، لا سيما وأنه عمل على تقسيم المجتمع الإسرائيلي، وقام بتفرقته سياسياً واجتماعياً وإلى ما هنالك، فتصدّع المجتمع الإسرائيلي على يده، والآن هو يصدّع الجيش الإسرائيلي، وإذا انتهى هذا الجيش، فهذا يعني أن إسرائيل قد انتهت".
واعتبر أن "التهديد الكبير الذي يمثّله حصار غزة والعدوان على أهلها والشعارات الفارغة التي يحملها نتنياهو ومعه الجيش الإسرائيلي المنهك، يُمكن في لحظة واحدة وبعون الله تعالى، أن يتحوّل إلى فرصة كبيرة وثمينة جداً، وإذا تم كسر الجيش الإسرائيلي على أبواب غزة، والذي هو عبارة عن خمس فرق، أي ما يقارب نصف الجيش الإسرائيلي، فما الذي سيبقى من جيش إسرائيل بعدئذٍ، ولذا فإن نتنياهو يغامر اليوم بجيشه المنهك والمهزوم في طوفان الأقصى، والذي لم يتمكن أن يرمم قوته وقدرته منذ العام 2006".
وأضاف: "إذا كانت ضربة العام 2006 عبارة عن ضربة على الرأس أنجزتها المقاومة الإسلامية في لبنان، فإن عملية طوفان الأقصى هي الضربة الثانية القوية على الرأس، وبإمكان الفشل على أبواب غزة أن تكون بمثابة الطعن في القلب لهذا الجيش الإسرائيلي، وحينئذٍ أين سيكون نتنياهو وأين سيكون هؤلاء الصهاينة".
وتابع السيد صفي الدين: "مع الحزن والأسى على هذه المشاهد المروعة التي نراها وتشعرنا بالألم والحزن في كل يوم وساعة في غزة، نجد أن هناك آمالاً كبيرة بتحطّم هذه الأسطورة والتخلص من هذا الجيش الذي كان أسطورياً وأصبح اليوم ألعوبة".
وأكد "أننا جاهزون أن نبقى في الساحة وفي الميدان، حينما يتطلب الواجب منا ذلك، ونحن نرى أن كل ما يحصل في غزة، هو بشائر انتصار كبير على مستوى المقاومة في فلسطين والمقاومة في كل منطقتنا، علماً أن المقاومة الفلسطينية في غزة قوية ومقتدرة وجاهزة وحاضرة في المواجهات البرية أن تلقن العدو درساً كبيراً على مستوى النتائج، وطلائعها بدأت تظهر".
وشدّد السيد صفي الدين على أن "العالم ليس أمام مقاومة فلسطينية ضعيفة وواهنة أبداً، فالمجاهدون واثقون وقادرون وجاهزون وحاضرون ويتحدثون بشكل واضح أنهم سيلحقون هزيمة كبرى بهذا العدو الإسرائيلي، وبالتالي، فإن الموضوع ليس كما يتحدث العدو ومعه الأميركي، وليس كما يحاول أن يتخيّل لنفسه نتنياهو".
ورأى أنه "حينما يصل العدو الإسرائيلي إلى مرحلة الضياع والحيرة وإطلاق الشعارات الفارغة التي لا معنى لها، فهذا يعني أنه ضعيف وليس قوياً كما يدّعي، وحينما يتوسل العدو الكذب والخداع الفاضح، وحينما يضع نتنياهو وفريقه هدفاً بمحو حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، فهذا يعني أن هذا هدف غير واقعي، لأنه لا يمكن لأي أحد في العالم أن يمحو ويمسح حركة حماس والمقاومة في فلسطين"، مؤكداً أنّ "المقاومة في فلسطين اليوم ليست تشكيلاً عسكرياً أو سلاحاً أو مدفعاً أو مظلة، وإنما هي كل الشعب الموجود في غزة الذي تقصف بيوته ولا يغادر غزة".
وأضاف: "حينما يلجأ الإسرائيلي إلى استخدام شعار الدفاع عن النفس بقتل الأطفال والنساء وهدم البيوت دون أي وازع، فهذا يعني أنه ضعيف، ولا يمتلك الأداة الصحيحة والسليمة لتحقيق الهدف الذي تحدث عنه وإلى ما هنالك من أمور سخيفة".
وختم السيد صفي الدين: "إذا كان الإسرائيلي يتخيّل أنه بتحقيق إنجازات عسكرية محدودة، يمكنه أن يقضي على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، فهو مشتبه، لأنه يعلم أن هذا الهدف غير واقعي، وهذا دليل ضعف، وليس دليل قوة ومعرفة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك