كتب معروف الداعوق في "اللواء":
منذ تنفيذ حركة حماس لعملية «طوفان الأقصى» ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزّة منذ أكثر من اسبوعين، وقيام إسرائيل بحرب تدميرية ودموية ضد سكان القطاع الفلسطينيين، وتمدد تداعياتها على الحدود اللبنانية الجنوبية، باندلاع اشتباكات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله في المنطقة، ردها البعض إلى قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على الاراضي اللبنانية، فيما اعتبرها آخرون بأنها لدعم حركة حماس بالتصدي للعدوان الاسرائيلي والتضامن مع غزّة في هذا الظرف العصيب للتخفيف قدر الامكان من وتيرة هذه الحرب ضد القطاع واهله، بينما تزايدت المخاوف لدى اللبنانيين وقلقهم، من امكانية تحول هذا التوتر إلى حرب واسعة بين الحزب والدولة العبرية، تتجاوز مناطق الاشتباكات الحاصلة، بما ينذر بمخاطر وتحديات قد تطال لبنان كله، لاسيما بعد سلسلة التهديدات الإسرائيلية التي صدرت عن أكثر من مسؤول إسرائيلي بهذا الخصوص.
أكثر ما يقلق اللبنانيين، هو الخشية من استغلال لبنان، ساحة مستباحة للانخراط في الحرب الدائرة ضد قطاع غزّة، تحت مسمى التضامن مع غزّة، إذا نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي تهديداتها باجتياح القطاع عسكريا، لغايات ومصالح ايرانية صرفة، ما قد يؤدي حتما الى توسع وتيرة الحرب، التي قد تطال لبنان كله، مع ما يسفر عنه مثل هذا الاشتباك الواسع لحزب الله والفصائل المنضوية معه ، من اضرار وتداعيات خطيرة ودمار يصيب لبنان بأفدح الخسائر التي يصعب تعويضها في الوقت الحاضر.
لذلك، تنصبّ اتصالات كبار المسؤولين على تجنيب لبنان الانجرار، او حتى الانخراط طوعا او كرها في الحرب الإسرائيلية الاجرامية ضد الفلسطينيين في القطاع، تحت اي مسمى او شعار كان، لئلا يدفع ثمنا باهظا، ليس قادرا على تحمل تكلفته، في الوقت الذي تجانب فيه ايران التصدي مباشرة لهذا العدوان بأسلحتها المتطورة، أو تساهم بفتح جبهة من مواقعها العسكرية على طول الاراضي السورية المواجهة للجولان السوري المحتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
لبنان لم يبخل يوماً بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني منذ النكبة التي حلت به في العام ٤٨ ١٩، وقيام الدولة العبرية على ارض فلسطينية.
ويكاد لبنان يكون من الدول العربية الشقيقة القلائل التي هبّت لنجدة الفلسطينيين، ودافع عن القضية الفلسطينية، التي يعتبرها قضية العرب المركزية، ودفع اثمانا غالية بنتيجتها، اعتداءات إسرائيلية متكررة، وتهجير المواطنين، واحتلال للأراضي اللبنانية وصولا الى الاجتياح الاسرائيلي الذي بلغ العاصمة بيروت عام ١٩٨٢، ولايزال يرفض كل ما يتعرض له الفلسطينون من ممارسات واعتداءت وتنكيل وابعاد، وتجاوز حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة، استنادا لمبادرة السلام العربية.
تضامن اللبنانيين، حكومة وشعبا باكثريته، مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر، تبدى في المواقف الرسمية والخاصة والاتصالات مع الدول المؤثرة لدعم مع الاصرار ان لا يفترض بهذا الدعم والتاييد السياسي والشعبي، ان يتحول لانجرار لبنان الى حرب مدمرة على حساب اللبنانيين ومستقبل لبنان، في ظل انخراط الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الى جانب إسرائيل بالحرب على الشعب الفلسطيني في غزّة، وإذا تحقق هدف ابقاء لبنان خارج هذه الحرب التدميرية، بتعاون من كل الاطراف المؤثرين، يكون انجازا مهما لكل اللبنانيين من دون استثناء، ولصالح دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك