نظّمت نقابة المعالجين الفيزيائيين مؤتمرها السنوي تحت عنوان "Moving Forward Embracing the Future"، برعاية وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض وحضوره، بمشاركة ممثلة وزير الاعلام اليسار النداف، عضو لجنة الصحة النيابية النائب حيدر ناصر، ممثل المدير العام للأمن العام العقيد الطبيب الياس أيوب، ممثل المدير العام للأمن العام النقيب مارون بو عاصي، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي الرائد الطبيب طارق العجمي، ممثلة المدير العام للتعليم العالي عميدة الدراسات العليا والبحوث والتطوير الأكاديمي في جامعة بيروت العربية هانيا نقاش، رئيس اتحاد المعالجين الفيزيائيين في العالم مايكل لاندري، نقيبة المعالجين الفيزيائيين في فرنسا باسكال ماتيو، نقيب الأطباء في بيروت يوسف بخاش، نقيبة المختبرات ميرنا جرمانوس، نقيبة المهن البصرية نسرين الأشقر، ممثلين عن مختلف النقابات الصحية، رؤساء وعمداء الجامعات وحشد من المعالجين الفيزيائيين.
وكانت كلمة لنقيبة المعالجين الفيزيائيين في لبنان سيدة ساسين التي أشارت الى أن "حلمهم الذهاب الى أبعد الحدود وإصرارهم بعدم الاستسلام والسعي الدائم للتطوير المستمر في مجال مهنة العلاج الفيزيائي في لبنان أمور شكلت الالهام الأساسي لعنوان هذا المؤتمر"، مؤكدة أن "دور المعالج الفيزيائي محوري في تحسين جودة حياة المرضى وفعال وأساسي في الوقاية والارشاد والمضي قدما لتقديم أفضل الخدمات بالرغم من التحديات الكثيرة".
وأضافت: "في ظل أشد الأزمات تعقيدا في تاريخ لبنان الحديث والتي نجمت عن تداخل الإضطرابات السياسية والإنهيار الإقتصادي والاجتماعي وتداعيات وباء كوفيد 19، زادت التحديات التي يواجهها النظام الصحي. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية WHO سنة 2022، فكان للجائحة تأثير كبير على أنماط النشاط البدني في أنحاء العالم كافة، وكلنا يدرك أهمية النشاط البدني للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للأفراد بالإضافة الى المساهمة في خفض الفاتورة الاستشفائية".
ولفتت الى أنه "انطلاقاً من الخطة التي رسمتها منظمة الصحة العالمية بشأن النشاط البدني 2018- 2030 وبمناسبة اليوم العالمي للمعالجين الفيزيائيين في الثامن من أيلول، نظّمت النقابة شهر التوعية برعاية وزارتي الصحة والإعلام، تحت شعار Move To Improve لتسليط الضوء على دور المعالج الفيزيائي في التوعية الصحية والوقاية من الأمراض ضمن سلسلة نشاطات نظمت في مختلف المناطق اللبنانية".
كما توجّهت للزملاء الذي ساهموا في الحملة بالقول: "أنتم من صنع الحدث لتعزيز مكانة ودور المعالج الفيزيائي في الوقاية من الامراض والمحافظة على الصحة. لقد أثبتم أن دور المعالج الفيزيائي أساسي في تطوير البرامج التي تهدف إلى تلبية إحتياجات المرضى والمجتمع".
كذلك شكرت وزير الصحة "للوقوف الى جانب النقابة وإفساحه المجال للمعالج الفيزيائي بالمشاركة في السياسات الصحية الوطنية لوزارة الصحة وتعزيز حضور المهنة في الوزارة".
وتوقفت عند "برنامج عمل النقابة في مسيرته المستقبلية، وأبرزها: تحديث وتطوير الأنظمة والقوانين المتعلقة بممارسة المهنة، دراسة المناهج الجامعية وتنظيم التخصص لضمان تحقيق المعايير المطلوبة التي تضمن جودة التعليم ومواكبة التطور الأكاديمي والمهني، تفعيل الخدمة الإلكترونية التي أصبحت قريبة E- service لتلبية احتياجات الزملاء كافة، تفعيل دور المركز الوطني للعلاج الفيزيائي الذي تم تأهيله هندسيا وإعادة هيكلة أقسامه فبات يضم الى الآن وحدة البحث والتطوير، وحدة الجودة ووحدة القوانين والتشريعات والاخلاقيات المهنية".
في الختام، شددت على "أهمية الاتحاد لتحقيق التقدم المستدام في مجال العلاج الفيزيائي والمساهمة في تحسين الصحّة وجودة الحياة للمجتمع".
بدوره، تحدث لاندري عن الاتحاد وكيفية متابعته الملفات على نطاق العالم، مركزا على "أهمية العرض والطلب خصوصا أن الطلب الى تصاعد فيما العرض لا يتماشى بالسرعة نفسها، ما يؤكد الحاجة الى التفكير بطريقة مختلفة، مليئة بالابتكار والتجدد ومواكبة الحداثة".
وأعرب عن سعادته للمشاركة في هذه الندوة نيابةً عن 600000 معالج فيزيائي وهم ينضوون جميعهم تحت عباءة هذا الاتحاد، متمنيا النجاح في هذا اليوم الطبي.
من جهته رأى الأبيض أن "شعار هذه الحملة يركز على جوهر العلاج الفيزيائي ودوره في مجال الرعاية الصحية"، معتبرا أنه "في ظل الوضع الصحي المأزوم يبقى العلاج الفيزيائي منارة نشطة وفعالة، خصوصا مع العمل الذي يقوم به المعالجون الفيزيائيون والذي يبرز الاثر العميق في حياة المرضى ان من خلال التأهيل او الوقاية من الاصابات".
واذ شدد على أن "الرعاية الصحية الاولية حجر الزاوية لنظام صحي قوي ويلعب العلاج الفيزيائي دورا أساسيا فيه"، ركّز الأبيض على "سعي الوزارة الدؤوب الى تحويل تركيز النظام الصحي من العلاج الى الوقاية، وبذلك سيصبح دور العلاج الفيزيائي أكثر وضوحا، لذلك تحرص الوزارة على التأكيد أن خدمات العلاج الفيزيائي جزء لا يتجزأ من برنامج الرعاية الصحية الأولية واشترطت إدراجها في مراكز الرعاية الصحية الأولوية كشرط للتعاقد معها".
وذكر أن "العلاج الفيزيائي والتأهيل كانا جزءا اساسيا من خطة العلاج السرطاني الوطنية التي أطلقتها الوزارة في تموز 2023".
وأضاف: "لا يمكن المغالاة في التأكيد على فوائد الرياضة التي ينصح بها الاختصاصيون، اذ إن النشاط البدني المنتظم لا يعزز الصحة البدنية فحسب بل الصحة العقلية أيضا، وهو يعمل لمواجهة الامراض المزمنة ويقلل من تكاليف العناية الصحية ويضمن نشاط أهلنا وانتاجيتهم، وفي جوهر ذلك معادلة بسيطة: تحرك أكثر تعش أفضل".
وأعاد الابيض التذكير أنه "في كانون الثاني من هذا العام أطلقت الوزارة استراتيجية الصحة الوطنية وهي خريطة طريق لمستقبل الرعاية الصحية في لبنان"، ولفت الى أن "مهنة العلاج الفيزيائي والقيم التي يحافظ عليها المعالجون تتوافق مع روح هذه الاستراتيجية"، متمنيا "تضافر كل الجهود لتحويل المشهد الصحي في لبنان الى مشهد أكثر عدالة وكفاءة لمصلحة المريض".
أخيرا، وجّه التحية لنقابة المعالجين الفيزيائيين بنقيبتها وأعضاء مجلسها على جهودهم والتزامهم، مجددا تأكيد دعم الوزارة الدائم لهم.
وكانت جلسة نقاشية حول الأنظمة والقوانين المتعلقة بمهنة العلاج الفيزيائي، أهمية تطويرها وتطبيقها والمراقبة الفعالة لممارستها ومحاسبة المخالفين، فضلاً عن وجوب تنظيم العلاقة مع الاعلام وضمان نقل المعلومات بشكل صحيح وكيفية تطوير المهنة ومواكبة تقدمها على النطاق الوطني والعالمي، تحدث فيها عضو لجنة الصحة النيابية النائب حيدر ناصر، ممثلة وزير الاعلام اليسار نداف، ممثلة المدير العام للتعليم العالي هانيا نقاش، نقيب الأطباء في بيروت يوسف بخاش ونقيبة المعالجين الفيزيائيين سيدة ساسين. وأدار النقاش عضو المجلس التأديبي في النقابة روجيه زيادة.
وفي الجلسات، تطرّقت ماتيو الى تطور هذه المهنة في فرنسا خلال السنوات العشر الماضية. بدورها، تناولت رئيسة لجنة الصحة العامة في نقابة المعالجين الفيزيائيين في فرنسا Aude Quesnot دور المعالج الفيزيائي في فحص كبار السن والتعامل معهم.
كذلك، أقيمت جلسة حول دور العلاج الفيزيائي في رعاية مرضى السرطان في لبنان مع الدكتورة دينا بركات وماري انطوانيت مهاوج، كما تم التوقف عند يفية اتباع النهج الافضل للنشاط البدني في البيئة المهنية مع سيلفيا بيلايو. اما مسألة الصحة الجسدية والعقلية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فكانت لها حصة في الندوة مع دوريس نفاع. وتحدث لاندري عن أهمية العلاج الفيزيائي في حالات الطوارئ والحاجة الى الانتقال من السياسات الى الممارسات.
وكانت النقابة قد سلّمت دروعا تذكارية لرعاة الندوة: الوزير الأبيض، وزير الاعلام ممثلا بالنداف، البروفيسور لاندري، النقيبة ماتيو والشركة اللبنانية السويسرية ممثلة ببولا عبد المسيح.
وعلى هامش الندوة، نظم معرض ضم أحدث التجهيزات في مضمار العلاج الفيزيائي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك