كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
"النظام الاقتصادي في لبنان اعتمد لسنوات طويلة على القطاع المصرفي فقط، وكأنه يسير على "دولاب" واحد وليس لديه "دولاب" احتياط في حال حصول أي طارئ، نتيجة غياب قطاع رأس المال وتداول عبر البورصة، لذا عند أوّل خضة أصابت القطاع المصرفي حصل الانهيار الكبير، علماً أنّه في كل دول العالم يسير الاقتصاد على "دولابين"، القطاع المصرفي وقطاع رأس المال"، بحسب مرجع مالي كبير، الذي شدد عبر وكالة "أخبار اليوم"، على ضرورة اعادة احياء بورصة بيروت ما يفتح المجال أمام خروج ودخول الأموال عبرها كونها ساحة تداول للاسهم والعملات، الامر الذي يشجع عدّة شركات على إدراج اسهمها فيها.
موقف المرجع المالي، جاء تعليقاً على سعي مصرف لبنان الى تداول الدولار عبر سوق حرة، حيث الاتجاه نحو منصات او شركات عالمية كـ"رويترز" و"بلومبرغ"... سائلا: بورصة بيروت موجودة، فلماذا الاتجاه نحو الخارج؟!
وشرح المرجع أن نظام التداول المعتمد في بورصة بيروت هو EURONEXT (عالمي اوروبي) وهو ملك للدولة اللبنانية، بمعنى انها اشترته وسددت ثمنه، ويستطيع ان يجري أكثر من ألف عملية في الدقيقة. في حين لا نعرف تكلفة الاتجاه نحو شركات خارجية. وأضاف: صحيح أن لدى هذه المؤسسات صدقية كبيرة وسرية في التداول لكن في نهاية المطاف المعلومات اصبحت خارج لبنان، في وقت يفترض ان تبقى ضمن النطاق المحلي مراقبة من قبل هيئة أسواق المال ومصرف لبنان.
واذ اسف لتناسي المعنيين وجود "بورصة بيروت"، اوضح انه لا توجد عوائق أمام ادراج التداول في الدولار كأداة مالية يتم التداول بها مقابل الليرة ، وهنا المقاصة تكون بين مصرف لبنان و"مدكلير" المملوكة من قبل مصرف لبنان أيضا، كما ان بورصة بيروت متصلة بمصرف لبنان وبالمصارف والشركات الخارجية بطريقة مباشرة لا تتأثر بانقطاع الانترنت أو الاتصالات. لكن في المقابل مشكلة انقطاع الاتصال قد تكون موجودة في التعاون مع اي شركة خارجية.
وشرح المصدر أن البورصة هي كالسوق التي يجري فيها المزاد حيث تجتمع فيها أوامر البيع والشراء، وبالتالي نظام التداول يجمع كل تلك الاوامر ويحدد كيف يمكن ان يوفّق فيما بينها حسب السعر الاقرب الذي بموجبه تحصل العمليات، قائلا: السوق هي بورصة بيروت، اما المصارف فهي الجهات التي تملك الاموال المعروضة للبيع والشراء.
واذ لفت الى أنّ أسماء الجهات الراغبة بالبيع أو بالشراء لا تظهر حفاظاً على سرية المداولات، قال المصدر: الأموال المعروضة من قبل المصارف توضع في مصرف لبنان كي تحصل عملية التسوية، وعندها بموجب عمليات البيع والشراء يتم التحويل من المصرف أ الى المصرف ب... واعتبر ان هذا المسار يسعى مصرف لبنان للقيام به عبر بلومبرغ او رويترز او اي شركات مماثلة.
وردًّا على سؤال، قال المصدر: على الرغم من اهميتها، بورصة بيروت شبه منسية والشركات التي ادرجت اسهمها فيها قليلة من ابرزها سوليدير وبعض المصارف... ولفت الى ان احياء البورصة يعيد التداول عبرها وهذا ما يدفع عدة شركات الى ادراج اسهمها فيها، وبالتالي يؤدي الأمر الى تقوية قطاع رأس المال في لبنان.
وختم: "أمر مشجّع أن نفكر بايجاد حل لمسألة سعر صرف الدولار، لكن في نفس الوقت يجب علينا ان نبحث في اللآليات السليمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك