اتسعت رقعة الانقسام بين أساتذة التعليم الرسمي الرافضين لقرارات وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وبين أساتذة الروابط الذين عادوا الى صفوف التدريس في مدارسهم.
وتمثّل هذا الانقسام في تنفيذ الاساتذة وقفتين متزامنتين الاولى أمام متوسطة الشهيد معروف سعد، والثانية أمام المنطقة التربوية في سرايا صيدا الحكومية التي ساندهم فيها حضور عدد من الطلاب دعماً لنيل حقوقهم، وأعلن خلالها القطاع الثانوي سحب ثقتهم من الروابط بعد تخليها عنهم عبر تشكيل لجنة موسّعة من مختلف المناطق اللبنانية مهمتها الرئيسية التفاوض مع الجهات المعنية.
من أمام متوسطة الشهيد معروف سعد، قالت فاتنة دلال: بإسم الأساتذة الثانويين "بدأنا العام الدراسي بالتضحية الكبيرة وبعد معاناة سنوات عجاف وتسارع انهيار الدولار حتى تخطّى عتبة الـ92 ومنصة صيرفة من 30 إلى 73 ألف ليرة، وبذلك خسرنا 70 في المئة من قيمة رواتبنا".
وسألت: من المسؤول عن هذا الانهيار؟ مجيبة "الدولة اللبنانية هي المسؤول عن هذا الانهيار والسلطة الفاسدة بكل مكوناتها، انهيار العملة الوطنية وتفلت أسعار المواد الغذائية، معتبرة "أن الدولة هي الجهة المولجة بتأمين سبل ومقومات العيش الكريم للاساتذة".
ولفتت إلى "أن التعليم الرسمي الذي يقوم على أكتاف الاساتذة، إنما يتباهى الاعلام اليوم بما قدمه وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي للاساتذة من تقديمات وفتات حوافز هو أمر مرفوض رفضا تاما". وقالت: "نحن لسنا موظفين لدى الجهات المانحة بل نعمل لدى وزارة التربية بموجب عقد أساسي في ما بيننا"، مشيرة الى أننا "لسنا المسؤولين عن ما آلت اليه الأمور وقد دفعنا الثمن من مدخراتنا من التقاعد والمكتسبات السابقة لكي نتمكن من تغطية تكاليف الطبابة والاستشفاء، ولن ندعهم يدفعوننا الثمن مرة أخرى من كرامتنا ولقمة عيشنا".
وعن المضي في اجراء الامتحانات الرسمية رأت دلال أنه "في ظل هذا لانهيار والاضراب الذي يطاول معظم الثانويات الرسمية فهو أمر معيب في حق كل مسؤول يطرح هذا الموضوع، معتبرة أن "تلامذتنا ليسوا مجهزين، فما نسبته 50 في المئة من المناهج مبتورة منذ ثلاث سنوات ونحن "أم الصبي" انطلاقا من حرصنا كاساتذة في التعليم الثانوي على رفعة التعليم الرسمي وجودته، ولكن في المقابل أيضاً حرصاء على حياتنا وكرامتنا وعيشنا الكريم".
وقالت: "مطالبنا أصبحت واضحة القاصي والداني وكل من ينكرها ويتغافل عنها يعتبر مسؤولا عن انهيار هذا القطاع، ودعت الأساتذة للمضي "قدما الى سحب الثقة من هذه الرابطة واستكمال ما بدأنا فيه واستعادة قرارانا النقابي الذي نستمد منه قوة وحدتنا"، مؤكدة "نحن لسنا هواة اضراب ونريد فعلاً أن نكون مع تلامذتنا وندربهم ليكونوا فاعلين في مستقبلهم"، مطالبة في الاسراع باحقاق حقوقنا لنعود الى صفوف التدريس في مدارسنا".
ودعت ايمان حنينة الأساتذة المتعاقدين في الأساسي والثانوي الى "عدم الخوف من المطالبة بحقوقهم وسط هذا الانهيار على كل المستويات، رغم العقوبات التي طاولتهم بحسومات من الرواتب واستدعاءات وتنبيهات ومناقلات لزملاء آخرين على خلفية تحركاتنا"، معتبرة أنه "ظلم ما بعده ظلم محاولات التشفي بالاساتذة"، مخاطبة المعنيين "اذا لم تكونوا قادرين على استرداد الاموال المنهوبة، والروابط تنكفئ عن مواجهة احزابها، وانتم تلجأون الى التآمر على زملائكم الاساتذة مهددين اياهم برفع الغطاء النقابي ، هذا الغطاء تصنعه الهيئة العامة، وهم أصحاب القرار والاساتذة المنتفضون في كل لبنان وفي كل الثانويات".
وأشارت حنينة الى "أن الاسبوع الفائت كان التزام الأساتذة بالإضراب 80 في المئة، أما اليوم فنتوقع ارتفاع معدل التزامهم الى نسبة 90 في المئة"، وحيتهم واعدة إياهم "سنكون حماة التعليم الرسمي وسنعود بحقوقنا وبكرامتنا مرفوعي الرؤوس".
أما المتعاقدة إزدهار الديماسي فأشارت الى أنها "متعاقدة منذ 17 عاما في المدرسة الرسمية ولغاية الان لم نحصل إلا على المائة دولار التي وعدنا بها الوزير، لكن مستحقاتنا المتأخرة من العام الماضي لم نحصل عليها وهذا ظلم في حقنا".
وأعرب بعض الاهالي عن مساندتهم لقرارات المعلمين، سيما المتعاقدين منهم الذين عادوا الى التدريس حرصاً على مصلحة أولادنا لاتمام عامهم الدراسي رغم عدم انصافهم.
ومن أمام سرايا صيدا قالت ممثلة القطاع الثانوي ابتهاج خير الدين: "أن هدف تحركنا تاكيد مطالبنا التي باتت معروفة لدى المعنيين أهمها "دولرة" قسم من رواتبنا وتحسين التقديمات الصحية والاستشفائية بما يتلاءم مع سلم الارتفاع التصاعدي لسعر صرف الدولار ووضعنا اليوم بات مزريا، فقبل الانتفاضة كانت رواتبنا توازي 150 دولاراً، أما اليوم بعد زيادة راتبين بمجموع تسعة ملايين للراتب الواحد على تسعيرة صيرفة أصبحت 125 دولاراً يعني امسينا نراوح مكاننا".
وعن مستجدات قراراتهم المواجهة لمواقف "الروابط" أعلنت خير الدين تشكيل لجنة موسعة مؤلفة من لجان مندوبين وناشطين في المجال التربوي على مستوى مناطق لبنان كافة، يحدد عددهم تبعاً لإعداد الثانويات في كل مدينة ومنطقة، مهمتها الرئيسية التفاوض باسم جميع الأساتذة المنتفضين مع الجهات الرسمية من وزير تربية ورئيس الحكومة، موضحة "أن تشكيل هذه اللجنة تم اتخاذه بعد تخلي الروابط عن دورها في الدفاع عن حقوقنا، سيما وانها غطاؤنا الشرعي، وعلى ضوء تخليها عن مهمتها تجاهنا، نترجم سحب ثقتنا بها، عبر تشكيل لجنة تحصل مطالبنا، بعيداً عن كل مقرراتهم غير المعنيين بها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك