كتبت لارا يزبك في "المركزية":
ماذا لو طال الفراغ الرئاسي؟ وهل يمكن لحزب الله الذي خرج عن ضبابيته "الترشيحية" هذا الاسبوع، معلنا زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشّحه، أن يهرب من عجزه عن ايصاله الى قصر بعبدا، الى مواجهةٍ من النوع العسكري، لكسر المراوحة السلبية القائمة، خصوصاً إذا ما ترافقت مع مزيد من الانهيار الاقتصادي والذي تدل كل المؤشرات على انه سيشتد؟
هذه الاسئلة مشروعة وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، خصوصاً وأن المعطيات والارقام والمواقف التي سُجّلت غداة تبني الثنائي الشيعي ترشيح فرنجية، لم تؤشر الى امكانية انتخابه رئيسا للجمهورية. نصرالله في خطاب "يوم الجريح" قال ان الشغور قد يطول سنوات، اذا لم يُصر الى التحاور بين اللبنانيين. اما نائبه الشيخ نعيم قاسم فغرد كاتبا "طريقان لا ثالث لهما، إمَّا طرحُ الكتل لأسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار في ما بينها لتأمين الترجيح لأحدهم، وإمَّا التمترس حول خياراتها وعدم إنجاز الإستحقاق إلى أجل غير مسمَّى".
لكن ماذا لو لم يفلح الحزب في جر الكتل النيابية الى حيث يريد؟ أي الى الحوار الذي يتوخى منه طبعا انتقالَ المعارضين لفرنجية الى ضفة داعميه او تبنّيهم ترشيحَ شخصية يرتاح اليها الحزب وحركة امل؟ هل ستنفّذ الضاحية تهديدها بعد ان لوح نصرالله بأنه سيمسك الغرب، المسؤول عن التعطيل والحصار، "من اليد التي تؤلمه"، اي اسرائيل؟
في الساعات الماضية، أكد مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني لوسائل اعلامية، أن بعض قادة "حزب الله" اللبناني ناقشوا، خلال حوارات جرت في بيروت مساء الثلثاء الماضي، مع مسؤولين إيرانيين من بينهم نائب قائد الفيلق، سيناريو مفاده أن يشن الحزب هجوماً على أهداف إسرائيلية في الجولان رداً على القصف الأخير الذي استهدف مخازن أسلحة وصواريخ للحزب وإيران في سوريا، لاستدراج تل أبيب للحرب، وهو ما لاقى معارضة حاسمة من الجانب الإيراني. وقال المصدر إن قادة "حزب الله" أبلغوا محاوريهم الإيرانيين أن الحزب وبيئته بل لبنان كله، لم يعد قادراً على تحمل الأزمة الاقتصادية، وأن السبيل الوحيد للخروج من الجمود السياسي وما يعتبره الحزب حصاراً اقتصادياً هو بدء معركة ضد إسرائيل، لافتاً إلى أن محللي الحزب واثقون بأن الجهود الدولية لوقف الحرب ستنتهي باتفاق دولي يؤدي إلى رفع الضغوط المالية والاقتصادية عن لبنان.
وفق المصادر، فإن هذا السيناريو غير مرغوب به راهنا لا ايرانيا ولا دوليا، والاستقرار في الجنوب خط احمر، وطهران تدرك ذلك. وفي وقت تعاني من عزلة شديدة وتبحث عن مُتنفّس في وجه العقوبات الدولية، فتبحث عن تهدئة في حوارات بعيدا من الاضواء مع الرياض والغرب، هي لن تُقدم على اي دعسة ناقصة تتسبب لها بـ"وجعة رأس جديدة" هي في غنى عنها. وستطلب بالتالي من الحزب، البحثَ عن سبل اخرى لتسيير اموره في لبنان، بوسائل اخرى.. فهل تكون سلمية؟ وهل يستسلم الحزب للعبة الديمقراطية ام يصرّ على خيارات تدفع بالآخرين الى الرضوخ امامه سريعا، كـ7 ايار مثلا؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك