وجّه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي رسالة إلى المعلم في عيده، قائلاً:
زميلاتي وزملائي المعلمات والمعلمون،
في العام الماضي اجتهدنا وناضلنا وتكاتفنا في مواجهة الأزمات وانقذنا العام الدراسي، وفي العام الحالي تابعنا النضال على الرغم من المرارات اليومية من اجل إنقاذ العام الدراسي أيضا. لكن قدر البلاد وقدر التربية أن تتعاظم الأزمات وتتدنى القدرات، ويصبح تحصيل الدعم أكثر قهرا من هول الكارثة الإقتصادية المالية الشاملة.
في عيد المعلم، كنت أود ان أوجه إلى كل منكم معايدة بحجم تضحياتكم، لكن ما نشهده من انسداد للأفق في البلاد يجعل تطلعاتنا اكثر تواضعا. وعلى الرغم من كل ذلك فقد وفرنا ما استطعنا إليه سبيلا من خلال مجلس الوزراء ، وبتسهيلات دولية محدودة لاستخدام اموال متوافرة لدينا من العام الماضي.
في عيد المعلم انتصرنا معا على محاولات إلغاء التعليم الرسمي، وأعدنا وإياكم فتح المدارس الرسمية أمام المتعلمين على المستويات كافة. والتحدي الماثل امامنا هو في عدم إضاعة اي يوم تعليم فعلي، وبالتالي إنجاز البرامج المقررة وإجراء الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة وللثانوية العامة بفروعها الأربعة .
إن ما وعدنا به في بياننا الأخير وفي القرار رقم 147/م/2023 نلتزم به من دون تردد، وبالتالي فإن يوم العمل الذي يلي عيد المعلم أي العاشر من الشهر الحالي سيكون موعدا لتحويل ما أعلنا عنه إلى جميع المعلمين والعاملين في التربية.
ومهما كانت الحال في البلاد، فإننا نتقدم بأسمى مشاعر المحبة والتهنئة والشكر والتقدير، للمعلمين والإداريين في القطاعين الرسمي والخاص، الأكاديمي والمهني والى الأساتذة الجامعيين بمناسبة عيد المعلم، ونحيي جهودهم، وندعوهم إلى متابعة الرسالة مهما بلغت التحديات.
إنها مناسبة عزيزة نغتنمها لنوجه الشكر إلى دولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، لتخصيص جلسة للقضايا التربوية، والشكر أيضا إلى الجهات المانحة، التي أسهمت في تسهيل عملية دعم الإنتاجية، وايضا لتخصيص خمسة ليترات بنزين للقطاع التربوي بخلاف كل الإدارات في الدولة. كما نحيي الحكومة اللبنانية التي تجاوبت معنا في تأمين بدل النقل والدعم الإجتماعي ومضاعفة بدل ساعات التعاقد.
أعزائي، لا يمكن ان نستكين مهما بلغت قساوة الظروف، وفي عيد المعلم نجدد العزم على تحييد التربية عن الصراعات السياسية كافة في البلاد، كما نجدد المطالبة بإعطاء التربية الأولوية. وإنني على العهد بالبقاء إلى جانب المعلمين، لتحقيق حياة أفضل تليق بهم وبالرسالة التي يحملونها، وأدعوهم ليثبتوا مرة جديدة أنهم جديرون بتحمل المسؤولية التربوية والوطنية تجاه الأجيال.
في عيد المعلم أتوجه نحوكم بتحية إكبار ومحبة واحترام، فأنتم نخبة هذا المجتمع وكنزه الباقي، وكل عيد معلم وأنتم وعائلاتكم ومدارسكم وتلامذتكم بألف خير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك