كتب كبريال مراد في موقع mtv:
في إحدى عظاته قال الأب ميشال حايك: "علينا أن نولد من جديد لبنانيين".
لم تكن وقتها الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة أفضل مما نعيشه اليوم، بل كانت البلاد تعاني من الحرب التي دمّرت الحجر وقتلت البشر وسرقت أحلام كثيرين.
لذلك، لم تكن تلك العبارة كلامًا انشائياً، بل هي دعوة أمس واليوم وغداً لكل لبناني ملّ أو عانى أو تعب أو كفر بكل شيء، لتجديد انتمائه للوطن وارتباطه فيه، لا كمساحة جغرافية فقط، بل كدولة وتاريخ وإرث وعادات وتقاليد.
قد يرى البعض في ذلك تنظيراً بينما الهجرة تتزايد والدولار يحلّق والبطالة تزداد والأسعار نار… فهل نيأس اذاً ونستسلم؟ وهل يعاد بناء الأوطان على أيدي اليائسين أم الطامحين والحالمين والمبادرين؟
علينا مع ولادة طفل المغارة، الإله المتجسّد، أن نتخلى عن أنانياتنا، ونتواضع، ونولد من جديد لبنانيين، نتعلّم من تجارب الماضي، نتعظ من أخطائنا بحق أنفسنا والوطن، لنصلح ما تهدّم وننطلق من جديد.
لقد غنّى كثيرون عن حبّ لبنان، وغنّينا معهم ورقصنا، وفرحنا وبكينا. فعلى هذه المساحة من الأرض ما يستحق العيش معه ومن أجله، بتنوّعه وتعدديته وفرادته، بنجاحات أفرادته وابداعاتهم، بشعره وموسيقاه، بسهراته وحرياته، بثقافته وارثه التربوي، بمبادرات افراده الاقتصادية والتجارية، بحب الحياة ورفض الخنوع، والثورة على الخطأ والرغبة بتغيير الواقع الأليم.
والأكيد، أنه ليس علينا انتظار أحد للانطلاق بهذه الولادة المرجوة والمطلوبة. فنحن المنتظرون وهو الوقت المناسب لنفض غبار الويلات والبدء من جديد.
هي ساعة صلاة نعم، لكنها ساعة رجاء أكيد، بأن السواد سينقشع، وأن رسم صورة أكثر بياضاً واشراقاً رهن ارادتنا ومبادرتنا وعملنا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك