كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
إن صادفتَ شعبا لا مكان للاستسلام عنده، من العدم يخلق فرصا ومشاريع وأفكارا، ومن الظلم يُنتج حبا للحياة وتمسكا بها، تأكد أنك أمام شعب لبنان… الذي عايش أبشع الظروف على مر التاريخ، وأثبت في كلّ جولة سوداوية أنه من النار لا يخرج إلا ذهبا.
إذ تماما، وكما شهد مطارنا في الاشهر الأخيرة على أصعب اللحظات وأشدها حزنا، وعلى فراق العائلات والأحباب بسبب مغادرة أعداد هائلة من اللبنانيين إلى الخارج نتيجة الظروف المأساوية التي نعيشها في لبنان… ها هو يشهد في الاسابيع الأخيرة على جلبة من نوع آخر. إنها جلبة فرح وأمل وحماس بفعل حركة الوافدين التي فاقت كل التوقعات خلال شهر عيد الميلاد.
فبحسب الأرقام، يسجل عدد الوافدين اليومي إلى لبنان حاليا زهاء 7 آلاف ويصل في بعض الأحيان إلى 8 آلاف، معظمهم من اللبنانيين الذين جاؤوا لتمضية فترة الأعياد إلى جانب عائلاتهم.
كثر ممّن اختاروا إمضاء هذه الفترة من السنة في لبنان، ما كانوا يأتون في السنوات الماضية، غير أن الوضع الاستثنائي التي تمر فيه البلاد دفعتهم إلى المجيء حتى يكونوا دعما ماديا ومعنويا لعائلاتهم، حتى أن كثيرين، وعلى خلاف عادتهم، لم يحضروا معهم الأغراض والهدايا من الخارج، بل فضلوا ابتياعها من لبنان حتى يساهموا في تحريك العجلة الاقتصادية.
تراهم في الأسواق والمحال والسوبرماركت، تعرفهم من عيونهم ومن الفرح الكامن في عيون أهلهم، يحتارون من أين يبدأون وكيف يسهمون في نفخ الروح في اقتصادنا المهترئ… تراهم فرحين رغم الحزن المخيّم على لبنان هذا العيد، تجدهم مصرّين على زرع الابتسامة اينما حلّوا.
لهؤلاء ألفُ شكرٍ وأكثر… فهم لم يتركوا مائدات عائلاتهم باردة ينقصها الكثير الكثير وخصوصا الامل، ولم يتركوا اليأس يتسلّل إلى قلوب أحبائهم، هم لم يترددوا بأن يكونوا هنا، معهم وبقربهم، حتى يمدّوهم بما تحتاجه القلوب في لبنان… إلى جرعة كبيرة من الفرح!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك