كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
دخلت أزمتنا مع الخليج شهرها الثاني من دون كوّة واحدة لإمكان الوصول إلى حلّ لها في الآتي من الأيام. تبجّج واستبداد لم يسبق لهما مثيل في الحياة السياسية اللبنانية جعلانا في خصومة مع محيطنا العربي، ومع المنطق بالإجمال، في عزّ أزمة غير مسبوقة تتآلكنا.
حُمّلت الحكومة، يوم تشكيلها، الكثير من الآمال، وشخصت الأنظار باتجاهها علّها تدير الدفة نحو الخلاص، فإذ بها تتحوّل إلى سبب لمشاكل كنا أساسا في غنى عنها.
فمنذ أكثر من شهر، لا جلسات لمجلس الوزراء، فيما يموت لبنانيون من الجوع والبرد، وتنهار عملتنا إلى مستويات قياسية، وننزلق أكثر فأكثر إلى الهاوية السحيقة.
لو أن السيناريو اللبناني، حلّ في دولة أخرى على هذا الكوكب، لأُعلن استنفار شامل، وكان الحكام ليسهروا ليل نهار، ويعقدوا الاجتماعات المتتالية لإيجاد حلول سريعة وشاملة…
لو أن في لبنان، حكاما طبيعيين، لما كنا أساسا وصلنا إلى هذا الدرك، ولما كانت جلسات الحكومة معلّقة في أيامنا السوداء، ولا كان أحد ليجرؤ على الحديث عن رفض استقالة وزير صونا للكرامة…
لقد بلغ هؤلاء حدا من الوقاحة لم يسبق لها مثيل… يتكلمون عن الكرامة، فيما الشعب اللبناني يُذل منذ أشهر أمام الصيدليات والمحطات والافران، بعدما صودر جنى عمره في المصارف…
يتكلمون عن الكرامة فيما تهاوت الرواتب وانعدمت القدرة الشرائية، وبات تأمين الطعام والبنزين طموحه الأكبر…
عن أي كرامة يتكلمون، فيما فواتير المولدات جعلت نصف اللبنانيين يختارون العتمة رغما عنهم؟
يريدون أن يحفظوا كرامتنا التي تعفّنت يوم بات هؤلاء حكّامنا.
كرامتنا تعفّنت يا سادة، وهذا من فعل أيديكم ومشاريعكم وطموحاتكم البالية… فرجاء فكّوا عنّا، وابحثوا أنتم عن كرامتكم التي رميتموها جانبا بملء إرادتكم، يوم تحوّلتم إلى أبواق لمشاريع لا تشبهنا! بالفعل اللي استحوا ماتوا!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك