كتب كبريال مراد في موقع mtv:
في مسرحية "كاسك يا وطن"، مشهد معبّر لدريد لحام، في تواصله مع والده المتوفي، الذي يسأله عن أحواله فيجيب "مش ناقصنا الاّ شويّة كرامة".
هو حال الدولة عندنا هذه الأيام. فالدولة هيبة قبل أي شيء آخر. وكما يقول المثل إن "الرزق السايب بعلّم الناس الحرام". هكذا الدولة التي بلا هيبة، تعلّم الناس الاستغلال والسمسرة ومنطق الخوّات والاحتكار.
فمنذ بداية الأزمة، والدولة بما فيها من أجهزة أمنية وقضائية ورقابية، متقاعسة عن القيام بواجباتها. وان تحرّكت، يبدو تحرّكها أميل الى الاستعراض.
وفي محطات كثيرة، بدت كمن يهدد ولا ينفّذ، ينبّه ولا يتحرّك، يقول ولا يفعل. وهو ما دفع بالكثير من "قبضايات" الأزمات، للتكشير عن أنيابهم لاستغلال الوضع وامتصاص دم الناس، في الدواء والخبز والمحروقات والمواد الغذائية والمطاعم والسلع. يتفننون في لا انسانيتهم هذه، ويتصرفون بمنطق "الشاطر بشطارتو".
لمَ لا ولبعضهم خبرة الغنى في الحرب، وقد رأوا الظرف مناسباً لتكرار "اللهط"، بعدما اسهمت الحرب في انتقالهم من العدم الى الصفوف الأمامية، فحازوا على الثروات والمناصب… معوّلين على قصر ذاكرة الناس، طالما ان الانسان "بينسى" اصلهم وفصلهم وتاريخهم.
أمس وقبله، "فشّ" نزول الجيش على الأرض خلق الناس. أعاد اليهم بعضاً من مشهدية الدولة التي فقدوها، لعلّ "الوطن" يردع "اولاد الحرام". شرط ان تصاب كل الدولة بعدوى استعادة الهيبة، ولا يعود "شطاّر" التلاعب على القانون وبأرواح الناس الى الاعيبهم الوسخة.
فـ"الله يخليكن"… "كرمال الله"، استعيدوا بعض الكرامة وبعض الهيبة… و"كاسك يا وطن".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك