كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
فقط في لبنان، يحتفلُ الشّعب باليوم العالمي للكذب مع كلّ صياح ديك، ومع كلّ خبرٍ أو تصريحٍ يُنشر لسياسيّ، لانّه، وفقط في لبنان أيضاً، يكذب المسؤولون باستمرار، وتُحصى أكاذيبهم بعدد الكلمات التي يقولونها!
ومع اشتداد الازمات على اللبنانيّين، إشتدّت أيضاً عاصفة الاكاذيب بشكلٍ غير مسبوقٍ وإتّخذت أسلوباً جديداً يُحاكي هموم الشّعب بطريقة مسرحيّة، تراجيديّة، هوليوودّية، حتى باتت هذه الاكاذيب نوعاً من الشيكات من دون رصيد، يشتري فيها الحكّام الوقت من غضب وثورة وفورة الشّعب.
إليكم في السّطور أدناه أشهر 5 أكاذيب طبعت الاشهر الماضية في لبنان:
"الانتخابات في موعدها": يُشدّد السياسيّون في لبنان من مختلف الاحزاب والانتماءات على أنّ الانتخابات النيابيّة سوف تُجرى في موعدها في ربيع 2022، مُعربين عن حرصهم على هذا الاستحقاق الذي يُنادي به الشّعب وخصوصاً "الثوّار"، إلاّ أنّ ما يحصل على أرض الواقع يعكس حقيقة أنّ الانتخابات قد تكون حلماً بعيد المنال، لانّ بعض هذه القوى يسعى جاهداً لتأجيلها والالتفاف عليها لابقاء القديم على قدمه، والفساد على حاله، وربّما أيضاً خوفاً على أنفسهم من حكم الشّعب.
"تحقيق في 5 أيام": "أجمل" و"أصدق" الوعود التي قطعتها حكومة حسّان دياب هي إجراء تحقيق إدراي بـ5 أيّام فقط لتبيان الحقيقة في الانفجار الذي غيّر ليس فقط وجه العاصمة، وإنّما وجه لبنان الى الابد، وحتّى الان لم يُحاسب فعليّاً أيّ شخصٍ أو مسؤولٍ في هذه الجريمة، لا بل الاسوأ من ذلك، هو ما نراه من تسويفٍ ومماطلةٍ ورفضٍ لرفع الحصانات وعرقلة عمل المُحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، والحقيقة المنتظرة قد تُرحّل 50 سنة وربّما أكثر.
"الليرة بألف خير": لو كان لليرة لسانٌ لنطقت وانتفضت على هذه العبارة، قائلة: "كلاّ! لستُ بخير، إنّني أنهار"، ولكنّ بعض الحكّام بثّوا لاشهر طويلة أجواءً إقتصاديّة إيحابيّة كاذبة، محاولين البناء على سمعة الليرة اللبنانية في السنوات الماضية والقطاع المصرفي بشكلٍ خاصّ، ولكنّ هيكل الامان الذي عاشت الليرة في كنفه، إنهار كقصر من الورق وسقطت معه كلّ التطمينات بضربة من منصّات ولاعبين مجهولين معلومين. "أصلا في وجودكم، من أين لنا وللّيرة الخير"؟
"الدّعم": إنّها من دون شكّ أكذوبة العام التي تبخّرت تماماً كالسلع المدعومة التي، جزءٌ منها شارك في المسرحيّة على الرّفوف، والجزء الاخر "كالكومبارس" في المستودعات، ومخرجو المسرحيّة هم تجّار جشعون حقّقوا أرباحاً طائلة على حساب هذه الاكذوبة، أما الوجه الاخر لهذه المسرحية فكان يجري، وما زال، خلف الكواليس من تهريبٍ بغطاء شرعيّ وقح!
"لن نتدخل في الحكومة": آخر وأحدث أكذوبة في لبنان. الكلّ يُريد حكومة وينادي بها "اليوم قبل الغد"، ويُشدّد على عدم طمعه بأيّ حصّة إكراماً لوجع الناس والحاجة المُلحّة لمجموعة من الوزراء "النظيفين" لكي ينتشلوا لبنان من المُستنقع. رائحة الزيت المقدّس والطوباويّة فاحت من الاستشارات الـ4، والنتيجة لا حكومة! "الحقّ على الخارج" قد تكون هذه الاكذوبة الداعمة للاولى، وإنتظروا المزيد لانّ لا حكومة...
5 أكاذيب، و"الحبل عالجرّار"... تذكّروها جيّدا إن صَدَق مُطلقو الاكذوبة الاولى في مقالنا وطلبو منكم أن تُصوّتوا لهم، حينها، إكذبوا عليهم واضحكوا وافرحوا يوم الجردة والحساب...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك