كتب داني حداد في موقع mtv:
يتوجّه رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا اليوم حاملاً تشكيلة أعدّها سابقاً وأجرى عليها بعض التعديلات. يفترض أن تتضمّن التشكيلة توزيعاً للحقائب مع قسمٍ من الأسماء، تاركاً للرئيس ميشال عون وحلفائه اختيار الأسماء الأخرى.
لن يوافق عون على تشكيلة ميقاتي. اعتراضه الأساس على وجود سنّي في وزارة الداخليّة. يريد عون وزيراً مسيحيّاً، على الأرجح أرثوذكسي، قريباً منه في حكومة ستنظّم الانتخابات النيابيّة.
سيفتح هذا الرفض الطريق على مسعى فرنسي لم يتوقّف أصلاً من أجل ولادة الحكومة. سيُمارَس ضغطٌ على عون قد يصل الى حدّ التلويح بالعقوبات وفرضها. لن يستسلم عون للضغوط، كما توحي مصادره، وهو لن يخشى من عقوباتٍ أوروبيّة بعد العقوبات الأميركيّة التي فرضت على النائب جبران باسيل. هو لم يكن يريد ميقاتي أصلاً، وأوحى بذلك الى نوّابٍ في الاستشارات. أما باسيل فقالها مباشرةً لحزب الله، وانزعج كثيراً حين قرّر الحزب تسميته.
بالتزامن مع المسعى الفرنسي، الأقرب الى الضغط، سيواصل ميقاتي جهوده. هو أذكى في التعامل مع عون، وقد يكون تعلّم من بعض أخطاء سلفه. وهو، بالتأكيد، سيحرص على عدم الخروج من التكليف أو التأليف بصورة المهزوم.
في المقابل، يُنقل عن عون كلامٌ سلبيّ لجهة قرب التأليف، في حين يبقى باسيل وبعض نوّاب التيّار الوطني الحر على إيجابيّتهم العلنيّة، بينما يلتزم نوّابٌ آخرون الصمت لكثرة الماء المتراكم في أفواههم!
أما جمهور التيّار الوطني الحر وبعض جيشه الالكتروني فيهاجم ميقاتي ويتّهمه بالفساد، ما يطرح سؤالاً بسيطاً: هل سيسهّل رئيس الجمهورية تشكيل حكومة يرأسها "فاسد" بنظر جمهوره، أم أنّ ميقاتي يصبح "نزيهاً" إن استسلم لمطالب عون؟
بناءً على ما سبق، سيصبح اعتذار ميقاتي وارداً في أيّ يوم، بعد الأول من أيلول. وسيكون هذا الشهر، إن حصل الاعتذار، محطّة أساسيّة في مسلسل الكوارث اللبنانيّة، مع سفر المغتربين وبدء موسم المدارس والجامعات وقرب فصل الشتاء وتزايد الحاجة الى المازوت وتراجع الدعم و، خصوصاً، ارتفاع سعر الدولار إن حصل الاعتذار…
حتى ذلك الحين، عينُ الدولة وقلبها على حدث ٤ آب، خصوصاً على الصعيد الأمني…
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك