كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
تعدّدت العناوين والتأويلات في الصحافة اللبنانية حول "يوم 1 تموز" الذي يُعقد في الفاتيكان اليوم، بينما المضمون الصحيح واحد.
تنحصر الأجندة الفعليّة لهذا اللقاء بين يدَي السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتري الذي أخذ، منذ سنة حتى اليوم، يكوّن صورة مدروسة حول مستقبل لبنان وموقعه الإستراتيجي بين الدول المحيطة، وتحديداً وضع المسيحيين ودورهم المتراجع فيه بسبب انعدام التوازن الداخلي والإداري بين القيادات السياسية والروحيّة، المسيحيّة والإسلامية، وهو الأمر الذي أشار إليه في حديثه لموقع mtv منذ 9 أشهر.
لم نُضف على الأسئلة المكثّفة المطروحة على المرجعيات الروحية المدعوّة، بل ذهبنا مباشرةً إلى الجهة الداعية، المُمسكة بالخلفيات العمليّة لما بعد لقاء 1 تموز، خصوصاً أنّ الدبلوماسيّة الفاتيكانية تعمل على خطّ متكتّم جداً بين عواصم دول الغرب ودول الشرق، ولناحية أوضح بين واشنطن وموسكو.
بواقعيّة يتعاطى مصدر دبلوماسي بابوي، لموقع mtv، مع وضع لبنان، على اعتبار أنّ "الكلام الجدّي حول هذه المساحة الجغرافية من الشرق الأدنى مرتبط بمصير مستويين من المفاوضات: الأوّل، المفاوضات الأميركية -الإيرانية حول الملف النووي، والثاني المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحريّة، لكنّ دور دبلوماسية الفاتيكان، التي يقودها البابا فرنسيس، أصبح بمثابة تدخّلٍ طارئ لحماية اللبنانيين من مفاعيل سوء الحكم من قبل السلطة الحالية وانحلال مناعة الدولة على الأصعدة كافّةً، كي نُبقي على أرضية موجودة يُمكن التفاوض عليها حول شكل الدولة الجديدة في لبنان".
أمّا عن الهدف من دعوة المرجعيات الروحية المسيحية إلى لقاء موحَّد في الفاتيكان، فيجزم أنّه "لا يمكن للمسيحيين الجلوس في مرحلة لاحقة على طاولة التفاوض حول العقد السياسي والإجتماعي الجديد إن لم يوحّدوا البوصلة، ولن يحصل ذلك طالما أنّ التباعد قائم بين قيادات الأحزاب المسيحية التي تعمّق الخلاف بينها لدواع غير مسؤولة لا تمثّل إرادة المسيحيين بمختلف مذاهبهم، لذلك سيرفع كلٌّ من رؤساء الكنائس للبابا تصوّره بالنسبة إلى مكانة طوائفهم في الهيكلية الرئاسية والإدارية للدولة، والتوجّه الرسميّ للسياسة الخارجية أمام مشروع الحياد المطروح من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إضافةً إلى البدائل السياسية عن الطقم الحالي الذي فقد الثقة الشعبيّة والدوليّة كلياً".
ما تعمل عليه الفاتيكان بعيد المنال ولا يقف عند تسريع تأليف حكومة لن تحمل حلاًّ، إلاّ أنّ المصدر الدبلوماسي البابوي يُبدي ثقته بأنّ قضيّة لبنان المنهار فُتحت على مصراعيها من الجانب المسيحيّ الأممي، وما علينا سوى انتظار الخطوة الثانية التي ستتبع الأوّل من تموز، حين يُعرَف مصير طاولة فيينا مع نهاية هذا الصيف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك