كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لم تغب يوما الأزمات عن ربوع لبنان، ربما اختلفت حدّتها بين مرحلة وأخرى، إلا ان المصير بقي واحدا: شعبٌ مغلوب على أمره، "وأوقات من إيدو"... إلا أنه وفي خضمّ كل هذه الصعاب، يهوى اللبناني كسر هوّة في الجدار، واجتراح الحلول، وصولا إلى المشاركة في حفلات من الجنون، ونعني بها ما يحصل اليوم على Tiktok.
من يتصفّح التطبيق المذكور سيفهم تماما ما أعنيه بـ"حفلات من الجنون"، حيث ان "الحكي مش متل الشوفة".
نحن لن نشمل الجميع في ما نكتب، فبعض الفيديوهات مفيد من خلال تقديم معلومات أو أساليب لتسهيل حياتنا، وبعضها مضحك، وربما هو ما نحن في أمسّ الحاجة إليه اليوم، بعيدا من أخبار السياسة والانهيارات… إلا أن الكارثة في الغالبية الساحقة مما قد تشاهدونه هناك، لفيديوهات سخيفة، لا بل "مش طبيعية"، تعكس فعلا الحالة النفسية التي وصل إليها قسم من اللبنانيين، والتي باتت توجب دقّ ناقوس الخطر…
قد يكون السعي وراء كسب الدولارات التبرير الواقعي لهذا السلوك، فكثر باتوا يعتبرون الـ"Tiktok" طريقا سريعا ومسليا لتحقيق الارباح، حيث أن كلّ 1000 مشاهدة تحقق 2 أو 3 سنت، وهنا يبدأ السباق سعيا للحصول على عدد مشاهدات قياسي، وبالتالي على نسبة أرباح أكبر.
في لبنان، سلك كثر هذا الطريق، بفعل احتدام الازمة الاقتصادية، الأمر الذي يفسّر غرابة بعض ما نشاهده، ولكنه بالتأكيد لا يبرّرها.
هنا شاب يأكل دجاجة نيئة، وهناك آخر يذبح عجلا حيّا، أهل وضعوا طفلهم داخل طنجرة سباغيتي و"مرمغوه" بصوص الطماطم، وشاب يطعم الدجاجة "دجاجا"!!
والأنكى، هو انضمام المراهقين إلى التطبيق وتسجيلهم فيديوهات تشكل مؤشرا خطيرا إلى ذهنية جيل بأكمله وسخافة لا محدودة، يعرّضهم في الكثير من الاوقات إلى تنمّر وتعليقات مؤذية، تدفع بهؤلاء في بعض الاحيان إلى إلغاء هذه الخاصية أو التعبير عن انزعاجهم في فيديوهات لاحقة.
من دون مبالغة، ومهما حاولنا تلطيفها بالعبارات أو بالتبريرات… تبقى حفلة جنون حقيقية. لذلك، لا تتفاجأوا مما قد تشاهدونه، على الرصيف، في السوبرماركت، على البحر، أو حتى على شرفة الجيران المجاورة، فعلى الارجح، هناك فيديو يتم تصويره على "Tiktok".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك