كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
تتشعّب الأزمات في لبنان، وتتضارب، حتى تحوّلت إلى حلقة طويلة من أحجار الدومينو، كلما سقط حجر، أردى كل ما بعده. وهنا تتغيّر الأولويات، وتتبخّر الكماليات، غصبا عنا، حتى أصابت الأزمة بصرنا، بكل ما للكلمة من معنى.
فكما أطاح ارتفاع سعر صرف الدولار بكلّ القطاعات، وجعلنا أسرى العملة الخضراء وتقاعس المسؤولين عن الترفع عن مصالحهم كرمى مصلحة البلاد والعباد، كذلك فعل بقطاع النظارات الشمسية وخصوصا الطبية. فارتفع سعرها بشكل كبير، لا بل خيالي، جاعلا من مواكبة اللبنانيين لموضة النظارات، أمرا من الماضي.
بات الجميع يسعى للحفاظ على النظارات التي يملك، فشراء جديدة بات شبه مستحيل، كيف لا والنظارة التي كانت تساوي مثلا 120 دولارا، بات سعرها أكثر من مليون ونصف، أي راتب شهر كامل أو أكثر.
لكن "كلّو هيّن قدام نظرنا"، عبارة ترددها سامية، التي تعاني من مشكلة قصر نظر، والتي بات تغيير نظارتها يكلّف ثروة بالنسبة لها، خصوصا مع ولدين في المنزل، لديهما سوابق في تكسيرها. قبل أسابيع، عرّجت على محل النظارات لإجراء تعديل في نظاراتها، بعدما "وسّعتها" ابنتها، فإذ بصاحبة المحل تحذرها، بضرورة الانتباه أكثر لان نظارتها باتت تساوي أكثر من مليوني ليرة.
تؤكد ليليان، صاحبة أحد المحال لبيع النظارات، في حديث لموقعنا، أن الأزمة أصابتهم بالصميم، حيث أن إيجار المحل ارتفع، في وقت تراجعت نسبة البيع بشكل كبير للغاية. وتضيف: "نحن ندفع ثمن البضاعة بالدولار، ورغم ذلك ولإدراكنا المعاناة التي يعيشها اللبنانيون، وتفهّمنا لتراجع قدرتهم الشرائية، اعتمدنا الدولار بـ8 آلاف، إلا انه ورغم ذلك، بقيت المبيعات منخفضة جدا، فالمواطن بات يعتبر مجاراة موضة النظارات ترفا هو في غنى عنه، في وقت لم يعد الزبائن يغيّرون نظاراتهم الطبية إلا في حال الكسر، وكثر يسألون إن كان بإمكانهم تسديد ثمن الجديدة على دفعات شهرية.
وأمام الانهيارات المتتالية للقطاعات في لبنان، وبانتظار فرج أو أعجوبة تقينا قساوة الظلمة الآتية، انتبهوا على أغراضكم وخصوصا نظاراتكم، وانظروا جيّدا، ليس بعيونكم فقط، بل بعقولكم، وتذكّروا ما يحلّ بنا اليوم… حتى لا يصيبكم العمى عندما يحين موعد الانتخابات المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك