كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
دوخةٌ،ضيقٌ في التنفّس، إرهاقٌ شديد... هي بعضٌ من الاعراض التي عانت منها أمّ غسّان، السيّدة السبعينيّة، بعدما عجز أولادها عن العثور على دواء خفض الـ"كوليستيرول" الذي تأخذه بانتظامٍ مع أدوية أخرى، والاسوأ هو أنّهم لم يعثروا حتّى على أيّ بديلٍ له، بعدما قصدوا أكثر من 30 صيدليّة في لبنان.
تعكس قصّة هذه الامّ تداعيات أزمة الادوية التي يُعاني منها اللبنانيّون منذ أشهرٍ طويلة والتي تفاقمت بشكلٍ غير مسبوق في الايّام الاخيرة، فمرضٌ شائع كـالـ"كوليستيرول" يُمكن أن يؤدّي الى الوفاة عبر سكتة قلبيّة إذا توقّف المريض لفترة عن تناول الدواء الذي وصفه له الطبيب.فهل أصبحت حياة اللبنانيّين بخطر بفعل انقطاع الادوية؟ وهل من حلٍّ أخير يُمكن أن ينتشلنا من هذه الازمة؟
يؤكّد نقيب الصيادلة السّابق جورج صيلي أنّ "أدوية الامراض المُزمنة مطلوبة بكثرة وهي في غالبيتها مقطوعة، حتى تلك التي تُصنع محلياً، وبمجرّد التوقّف عن أخذ المريض للدواء ليوم أو ليومين فقط، فهذا سيؤثّر حتماً على صحّته وسيفقد حالته الطبيّة المستقرّة ما قد يؤدي الى عواقب وخيمة كدخوله المستشفى، والى أزمات صحيّة خطيرة"، متّهماً نقيب مستوردي الادوية في لبنان كريم جبارة ونقيب الصيادلة الحالي غسّان الامين بأنهما "تاجران يهمّهما الرّبح المادي فقط ولا يكترثان لصحّة الناس، فالادوية في المستودعات والمواطنون يتسوّلون من صيدليّة الى أخرى بحثاً عن أدوية باتت كلها مقطوعة".
واعتبر صيلي، في السيّاق عينه، أنه "لا يُمكن لوم المواطن الذي يجول على الصيدليّات بحثاً عن الدواء، لانّ المعنيّين في هذا القطاع يهوّلون ويثيرون الرعب ويزيدون من حدّة الازمة بتصاريحهم بدلاً من العمل على حلولٍ عاجلة أو السّير بالمنصة الطبية ودعم الوصفة الطبية لكي يستفيد المواطن قدر الامكان الى حين رفع الدّعم بطريقة تدريجيّة"، مضيفاً "طالبنا منذ سنوات بمنصّة إلكترونيّة للوصفة الطبيّة تكون عادلة للوكيل وللصيدلي وللمواطن،وتحفظ الـ"داتا" والوصفات الطبية في كلّ القطاع الطبي في لبنان الذي يسجّل مليون وصفة طبية سنويّاً، وتؤمّن توزيع الادوية بعدلٍما يمنع حصول عمليات التهريب والتخزين، ولكنّ النقابات الحالية ترفض هذا الامر بهدف إستمرار تحقيق الارباح على حساب صحّة المواطن".
قد تُقفل صيدليّات إضافيّة في لبنان بفعل الازمة، وقد تنقطع أدوية جديدة تُضاف الى اللوائح الطويلة التي يحملها المواطنون وهم يجولون يائسين بين الصيدليّات، ولكنّ الاخطر هو أنّه قد نخسر أحبّاء لنا جراء أمراضٍ بسيطة جداًتُعالج بحبّة دواء!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك