كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
في خطوة جاءت لتُشكّل جرعة دعم لعناصر القوى الامنيّة الذين يخوضون المعارك على الجبهات الامنيّة والاجتماعيّة والمعيشيّة كافّة، تلقى كلّ عنصر مبلغ 750 ألف ليرة لبنانيّة مع راتبه منذ أيّام، وفق ما علم موقع mtv.
ولقيت هذه الخطوة، التي اعتبر البعض أنّها أتت على شكل "عيديّة" بين عيدي الفصح والفطر، ترحيباً كبيراً في صفوف العناصر الذين لم تعد رواتبهم تساوي شيئاً مع ارتفاع سعر صرف الدّولار ومعه الارتفاع الجنوني في أسعار كلّ مقوّمات الحياة والاستمرار في لبنان. فالعسكري والعنصر الامني الذي يواظب على إتمام ما يُطلب منه على قاعدة "نفّذ ثمّ اعترض"، بات أسير الكثير من التحدّيات والعواصف التي تضرب بلده ومؤسّسته، وهو، وإن لم يعترض "على العالي"، فإنه بات يعيش في حالة من اليأس شأنه شأن كلّ مواطن وربّ عائلة في هذا الوطن الذي يسير بخطى ثابتة وسريعة نحو المجهول.
هذا الدّعم الذي أتى "من الدّاخل" ترافق مع خطوة في مؤسسة الجيش أيضا تمثلت بتعزيز "بيت الجندي" الذي هو أشبه بتعاونيّة للعناصر تُباع فيها المواد الغذائية بأسعار الكلفة فقط، والتعزيز هو عبر إضافة المزيد من المواد الاساسية ليتمكّن العنصر من الحصول على بعض ما تحتاجه عائلته من دون الدّخول في دهاليز المتاجر و"السوبرماركات"، فراتبه المُتواضع بات لا يؤمّن له مونة أسبوع من الطعام! ليس هذا فقط، بل تمّ الحرص على تأمين "الخدمة" والمناوبة بطريقة تُراعي غلاء كلفة التنقّل والالتحاق بالثكنات والمراكز الامنيّة من المناطق البعيدة، وفق ما علم موقعنا.
هذه الخطوات، ولو أنّها بسيطة وغير كافية لمقاومة الاوضاع الصّعبة والمأساويّة، هي دليلٌ ساطعٌ على أنّ المؤسّسات الامنيّة في لبنان تُدار بحكمةٍ وبمعرفةٍ وبتواضعٍ لا يُشبه بشيء تعنّت وعجرفة المسؤولين الذين يبيعوننا في بازارات السياسة بأرخص الاسعار، مُقابل أثمانٍ حصريّة لهم ستقودنا "خطّ نار" الى جهنّم الموعود. ولا يبقى لنا سوى خيار الوقوف تحت المظلّة التي يحملها عناصر يعملون أكثر ممّا يتكلّمون، ويُضحّون أكثر ممّا يَعِدون. وتحت هذه المظلّة نسير معاً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك