كتب كبريال مراد في موقع mtv:
يستمر الجنون في لبنان. يأتي موفد ويذهب آخر والمحصّلة "تيتي تيتي". لا حكومة في الأفق المنظور لأسباب داخلية وإقليمية ودولية. وكل ما عدا ذلك، هو تمرير للوقت، في مرحلة لا يحتمل واقع لبنان الاقتصادي والمالي والاجتماعي فيها، أي اضاعة للوقت. فكل الخبراء يجمعون على أن المماطلة ستفتح الباب على احتمالات عدة، لاسيما أن العصفورية ستزداد تأزماً مع رفع الدعم او ترشيده.
واذا كانت الاشهر الأولى من العام 2021 سجّلت زيادة في المؤشرات الأمنية، من قتل وسرقة، مقارنة بالعام 2020، فإن الأشهر المتبقية من العام، لن تكون افضل. واذا كان التسليم والتسلّم بين فصلي الشتاء والربيع، قد جاء على وقع 16 عملية سرقة يومياً، فإن التخوّف هو مما يمكن ان يحمله الخريف والصيف، مع ازدياد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وغياب الحلول.
توقّعوا اذاً ازدياد الخطف والسرقات والتشليح، وانتظروا مشاهد لم تروها من قبل. فالتوقعات تشير الى أن سرقة السيارات ستزيد بنسبة 10%، بعد سجّلت 8،8% في الفترة الماضية. وبعدما ارتفعت جرائم السرقة 162%، توقعوا ارقاماً قياسية جديدة، بعد أن تضيق الأحوال أكثر وأكثر. وبما أن "مش كل مرّة بتسلم الجرّة"، فمشهد الفوضى هذا قد لا يمر من دون ضحايا، طالما أن الفترة الماضية "المضبوطة" نسبياً، سجّلت ارتفاعاً بنسبة قاربت الـ 3% في جرائم القتل.
المعروف أن الجوع كافر، وأن غريزة البقاء والاستمرار تعلو على اي منطق آخر عندما يشعر الانسان أنه بخطر. فهل يخرج المسؤولون عن لا منطقهم في التعاطي مع الأزمة؟ فالترقيع لم يعد ينفع، وتأجيل الانفجار لن يحول دون وقوعه. ماذا بعد؟ يقول أكثر من عارف "إما حكومة... وإما الجوع"... مع الأمل بألا يكتفي المعنيون بالتوقّف عند "تطمينات" مسؤولي الفاو، بأن الجوع غير المجاعة... فيستمرون بسياسة المهوار... حتى آخر جهنّم!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك