كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
لم يعد خافياً على أحدٍ ما حلّ بأسعار العطور التي ارتفعت الى أرقامٍ لا يستوعبها العقل البشري في لبنان، خصوصاً تلك التي تعود الى علامات تجارية عالميّة، ولكنّ المشكلة التي بدأت تتكشّف في الاشهر الاخيرة الماضية هي أن مُستحضرات النّظافة الشخصيّة باتت بعيدة عن قدرة شراء اللبنانيّين، وهنا الازمة الحقيقيّة.
حلّقت أسعار العطور خلال السّنة الماضية حتّى وصلت الى أرقامٍ بعيدة عن الواقع في أشهر الميلاد و"الفالنتين" وعيد الامّ. وبعدما كان العطر هدية يُمكن لايّ شخص أن يقدّمها لمن يحبّ، أصبح اليوم هذا المُنتج هدية فاخرة يحلم كلّ شخص بأن يتلقّاها ولو كانت بسعة قليلة أو من ماركة مختلفة عن تلك التي كانت مفضّلة لديه.
والمفارقة هي أنّ أسعار بعض العطور تخطّت حاجز المليوني ليرة لبنانيّة، ويُبرّر البائعون هذا الامر بأنّ العطر هو سلعة مستوردة وتُباع بحسب سعر صرف الدولار في السوق السّوداء. وعلى وقع هذا الغلاء الفاحش، بدأت صفحات ومتاجر كثيرة تسوّق لعطور من علامات تجاريّة شهيرة بأسعار زهيدة، ولكنّ الواقع هو أنّ التزوير إقتحم سوق العطورات بشكل كبير، والعديد من المواطنين وقعوا ضحايا بعدما أنفقوا أموالهم على عطور تبيّن أنها "تقليد".
أمام هذا الواقع تخلّى العديد من المواطنين عن شراء العطور باعتبار أنّها سلع غير أساسيّة في هذا الزّمن الصّعب، ولكن الصرخة ارتفعت بعدما رصد الناس غلاء ما لا يمكن الاستغناء عنه من منتجات تتعلّق بالنظافة الشخصية كمزيلات الرّوائح على أنواعها ومعجون الاسنان ومعجون الحلاقة والشامبو والصابون والفوط الصحيّة وغيرها من المنتجات التي تُعتبر ضرورية وأساسيّة في كلّ منزل، وخصوصاً مع إقتراب موسم الصيف والتعرّق.
وصلت الازمة باللبنانيّين الى الخطّ الاحمر، وعَلَت صرختهم التي بتنا نسمعها في أروقة المتاجر والسوبرماركت وكلّما اجتمع شخصان وتشاركا الهموم الحياتيّة التي لا تُحصى. إنّه زمن الذلّ بإمتياز، فماذا ينتظرنا بعد؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك